محمد الجوكر
ظاهرة احتكار المحطات التلفزيونية لمباريات كرة القدم محلياً وإقليمياً وعربياً لم تعد جديدة، بل أصبحت أمراً واقعاً فقد جربنا نحن محلياً العام الماضي الفكرة لأول مرة في ملاعبنا، المؤيدون يريدون الفرصة والتجربة، بينما الغالبية لا يرونها صحيحة وأنا معهم، فقد طبقت الفكرة في بعض جولات دوري المحترفين لكرة القدم، بينما هي ظاهرة دولية تنتشر في البطولات الكبرى..
ومحلياً لا بد لنا من وقفة لنقيّم التجرية من كل الجوانب، فالعملية تحتاج إلى فكر تسويقي استثماري، فلو رجعنا إلى الفترة الأولى التي بدأت فيها محطاتنا التلفزيونية بنقل الأحداث الكروية، نجد أن أواخر السبعينيات هي بداية علاقة التلفزيون مع الأندية، بينما كانت الإذاعة قبل زمان هي الأكثر رواجاً وكانت محطة تلفزيون دبي تنقل بعض المباريات الخاصة للمنتخبين الوطني والعسكري..
والطريف أنها انطلقت من ملعب النصر الرملي، وتشاء الصدف أن يطبق التشفير أيضا من ملعب العميد العام الماضي، وكنا أحياناً نشاهد مباريات تلفزيونية مسجلة لبعض لقاءات فرقنا المحلية مع الفرق الأجنبية الزائرة، تحديداً النصر والأهلي ملوك فترة السعبينيات، ثم تطورت العلاقة في بداية الثمانينيات فأصبحت البرامج الكروية تزداد مع التسعينيات..
وصارت منافسة بين المحطات فارتفعت المساحة الإعلامية على الشاشة الأرضية ثم الفضائية، فأصبح لها حضورها لدى المشاهد، وقبل سنوات تغير الحال فأصبح للمشاهد حرية التنقل والاختيار حسب ما يراه وتحول العالم إلى جيبك، فالعلاقة بين الكرة والتلفزيون والمشاهد دخلت منعطفاً آخر بسبب التشفير، وقد كانت لها وقفات بين الجماهير من مؤيد ومتحفظ ومعارض لعملية التشفير.
وخليجياً نقل التلفزيون أول مرة مباريات دورات كأس الخليج على شاشاتنا المحلية من الدروة الثالثة عام 74 بالكويت، بصوت المرحوم المعلق فاروق راشد، الله يرحمه، ورافقه في الرحلة عبد الرحمن حوكل حيث كان معلقاً رسمياً معتمداً، بينما حرم عدم إصدار بطاقة إعلامي للزميل محمد صفر من فرصة التعليق، برغم أن المرحوم غانم غباش رئيس الوفد رئيس اتحاد الكرة آنذاك، طلب من الزميل صفر التعليق على إحدى المباريات لأنه كان من المعلقين القدامى، حيث كان في زيارة سريعة للكويت للحصول على تأثيرات الدخول لمنتخب الطاولة إلى اليابان.
حيث كان صفر يعمل في وزارة الشباب والرياضة، فرفضوا دخوله «كابينة» التعليق بسب البطاقة!! واليوم يبدو أن الرفض أيضا مستمر مع قنواتنا الخليجية بسبب مغالاة الشركة في بيع حقوق النقل، فاللازمة مستمرة والاتصالات والجولات والسفرات الانفرادية لم تتوقف، فالكل يعمل بطريقته من أجل الحصول على النقل، والسؤال: نحن نعلم عن هذه القضية منذ فترة طويلة لماذا التحرك الآن؟ أين كنا!!
واستكمالاً للنقل التلفزيوني لدروات كأس الخليج التي يبدو أنها ستكون هي محور الاهتمام في الفترة المقبلة، كلما اقترب موعد خليجي 22 بالرياض، وقرأت أمس خبراً في اليوم السعودي (يتضمن العقد الموقع بين الاتحاد العربي السعودي لكرة القدم وشركة «إم بي & سيلفا» الإيطالية، الذي بموجبه تم منح الشركة الإيطالية حقوق بطولة خليجي 22 أحقية بيع وتسويق مباريات البطولة، شريطة حصول القناة الرياضية السعودية على حقوق النقل بشكل مجاني، كما يتضمن أن تكون هناك أربع قنوات أخرى تقوم بنقل البطولة من أجل التسويق والترويج لها..
حيث توجد الآن قناتان إلى جانب الرياضية السعودية للنقل المباشر لبطولة خليجي 22 بالرياض، وهما القطريتان مجموعة BEIN SPORTS الرياضية وقنوات الدوري والكاس، ومن المرجح أن تشهد الأيام القادمة ومع قرب انطلاقة العرس الخليجي، منح القناة الرياضية العراقية والتلفزيون اليمني حقوق النقل بشكل مجاني، في حال لم تحصل قنوات خليجية أخرى على البطولة، تنفيذاً لأحد أهم بنود العقد الذي ينص على أن تنقل مباريات البطولة على خمس قنوات على أقل تقدير). والله من وراء القصد