محمد الجوكر
نعود إلى التواصل معكم في رمضان للعام الخامس، لنستعيد الذكريات التي مرت بها رياضتنا منذ أكثر من خمسين عاماً، وذلك عبر مجموعة من الصور التي لم يسبق نشرها من قبل، وإذا كانت الكلمة مهمة لإلقاء الضوء على الحدث، فإن للصورة بعدها الخاص وقيمتها في توثيق الأحداث، وهي غالباً ما تكون محملة بقصص وحكايات، أبطالها نجوم صالوا وجالوا في الملاعب، ونحن هنا نرتكز على صور تعود بذاكرتنا إلى أيام الزمن الجميل، إيماناً منا بأن الصورة تبقى عالقة في الأذهان، وتزيد قيمتها كلما مرت عليها السنون.
بدأت علاقتنا بالرياضة العربية عبر المشاركة في مهرجان الشباب العربي بالجزائر عام 71 والذي نظمته الأمانة العامة لجامعة الدول العربية وباستضافة المجلس القومي للشباب في الجزائر من خلال المشاركة الأولى للرياضة الإماراتية على الصعيد الخارجي ومن حسن الحظ كانت عربية فعالة بهدف جمع شمل الشباب العربي وإتاحة الفرصة أمامه للتعارف والتعاون والتفاعل الفكري والثقافي والعلمي والاجتماعي وتوحيد وجهات النظر إزاء مختلف القضايا كما يسعى المهرجان لتوثيق أواصر الوحدة والمحبة بين الشباب العربي وتنمية مهاراته الفنية والثقافية والعلمية وتشجيع روح المبادرة والإبداع لديه، ومن خلال مجموعة كبيرة من المسابقات والأنشطة يحرص المنظمون على تبادل الخبرات والتجارب في مختلف الميادين الشبابية لتعزيز وتدعيم فكرة وحدة الشباب العربي وتوعيته للمشاركة في تنمية مجتمعه، دورة بلد المليون شهيد تجسيد للأصالة العربية ونشر ثقافة الأخّوة والسلم. في إطار توجهات قادتنا.
شاركت الإمارات بوفد برئاسة معالي راشد بن حميد أول وزير للشباب والرياضة وبالمنتخب الوطني الكروي في أول مشاركة خارجية له على الصعيد العربي، وهو المنتخب الذي مثلنا بعد ذلك في بطولات كأس الخليج العربي لكرة القدم بدءاً من الثانية بالرياض عام 72، تجمع شبابنا مع أشقائهم وتنافسوا على أرض الجزائر الطيبة، مثلما هو مجسد في الشعار الممزوج باللونين الأحمر، والأخضر، وهو تأكيد للعلاقات الأخوية، ودعوة لمواجهة تحديات المستقبل.
وتهتم بمثل هذه المناسبات القومية العربية ويقدر حوالي أكثر من ألف شاب وشابة عربية جاءوا خصيصاً من أجل التواجد والمشاركة في التجربة المتكررة في تنظيم مهرجان العربي حيث استضافوا عدة مرات وهو الحدث العربي الذي يقام كل ثلاث سنوات مرة وتشمل الفعاليات على الندوات الفكرية والثقافية والفنية والمسابقات الشعرية في القصة القصيرة وعلى مناسبات فنية من أمسيات غنائية ومسرحية.
والمهرجانات العربية هي البداية الحقيقية لشباب الأمة الذين حرصوا على التعرف والالتقاء في بداية مشوارهم وبالأخص شبابنا سواء الرياضيون أو المثقفون أو المسرحيون انطلقوا واشتهروا وعرفهم الشارع المحلي والعربي من خلال هذه المهرجانات وأتذكر المهرجان الرابع الذي استضافته المغرب في مدينة الرباط عام 77 كنا ضمن وفد رياضي وفني وإعلامي حققت فيها مكسب كبير من المعرفة، انعكست عليَّ مهنياً، فلا يمكنني أن أنسى تلك المشاركة التاريخية.