محمد الجوكر
إعلان الأمير علي بن الحسين رئيس اتحاد كرة القدم الأردني، ترشحه رسمياً لرئاسة الاتحاد الدولي مرة أخرى، خلال الانتخابات المقبلة، هو إصراره على إكمال مسيرة إصلاح «الفيفا»، آخذاً على عاتقه كتابة نهاية، كما قال لحقبة من «الفساد»، والتي تفشت في الاتحاد الدولي مؤخراً، وقال: إنه الوحيد الذي يملك الجرأة في محاربة الفساد!!
ونتساءل هل يلقى هذا الترشح دعماً عربياً قارياً، لكي يعلن مرة أخرى عزمه خوض هذه الخطوة مجدداً، بعد فشل تجربته الأولى؟ هل شاور ونسق قبل الإعلان عن الترشح، مع أصحاب اللعبة الانتخابية، أصحاب الخبرة المتمرسين؟
نحن جميعاً نبارك له القرار ونتفق أن منظومة الاتحاد الدولي تحتاج إلى إصلاح حقيقي، لأن كرة القدم لعبة تتعدى الطبقة الاجتماعية والعقيدة والحدود الدولية، وطموحنا جميعاً أن نجعل الفيفا جديرة بأن تمثل أعظم رياضة وأكبر قاعدة جماهيرية في العالم، فما يصرف على الكرة، يعادل أو يفوق موازنات عشرات الدول..
وهذه دعوة لنعيد وضعنا العربي المؤسف، بعد رحيل حكماء الرياضة، فليس هناك من يجمعنا، بعد أن تفرقنا، لأن جيل اليوم يلعب وحده ويهمه نفسه، فما ندعوه هو التكاتف لإعادة الصف العربي رياضياً على الأقل، فقد فرقتنا السياسة، بسبب المتمسكين بالكراسي. فالخبرة الحالية للأمير لا تكفي..
وتعد قليلة مقارنة بمنافسيه الفرنسي النجم بلاتيني والكوري الملياردير تشون، ملك لعبة الانتخابات، فرئيس الاتحاد الأوروبي والكوري الجنوبي هو النائب السابق لرئيس الفيفا، أعلنا في وقت سابق الترشح لكرسي بلاتر!!
* ندعو مجدداً أن يكون هناك تحالف عربي حازم، مطالباً بتوحيد الموقف العربي والآسيوي لدعم مرشحنا العربي وضرورة توحيد الموقف العربي والآسيوي لدعم هذا التوجه سعياً للوصول إلى رئاسة الفيفا..
وبالتأكيد إننا نثق في قدرات «الأمير»، وإنه يملك المقومات الكافية لرئاسة الفيفا وإعادته إلى المكان الصحيح، لكن عليه التزود بعلوم كيفية رئاسة أكبر اتحاد رياضي على مستوى العالم، نحن حقيقة بحاجة إلى توحيد الكلمة اليوم، لدعم هذه المساعي والتطلع لمنصب وكرسي إمبراطور رئاسة الاتحاد الدولي.
*وقبل أن نتحدث ونقول ونعلن برامجنا اليوم، الوضع تغير تماماً فاللعب ليس مرتبطاً بدور الرياضة فقط، فالسياسة تضع أنفها بقوة في هذه القضية، التي شغلت الساحة في الفترة الماضية بعد قضية الفساد الشهيرة، فالدول الكبرى (أميركا وروسيا ) لن تترك الأمر يمر بسهولة، بدون أن يكون لها ضلع ونصيب من الكعك، سمعنا من كل الأطراف المترشحة بان لديهم برامج جديدة، لإكمال مشوار الإصلاح حتى النهاية..
وذلك يتحقق بوصولهم إلى رئاسة الاتحاد الدولي، فإذا أخذنا هذا الأمر بجدية فإني أطلب من الأردن أن يوجه الدعوة لأصحاب القرار من وزراء الشباب والرياضة العرب ورؤساء اللجان الأولمبية وحتى الآسيويين من أجل تحقيق الهدف ووضعهم في صورة رسمية، وأقترح بأن تستضيف عمان هذه القيادات في اجتماع مشترك مثمر، نخرج له آلية بعيداً عن الإقليمية والعنصرية قبل أن نفكر ونعلن في مؤتمرات صحفية نقرأها اليوم وننساها غداً.
*العالم الآخر مشغول بأمور أكبر، ما يتوجب علينا حشد أصوات كل الدعم في الوطن العربي والقارة الآسيوية لتحقيق هذا النصر، لكي نحدث إصلاحات جذرية في الاتحاد الدولي، فنحن الآن أمام فرصة جديدة برغم أن الأمير انسحب في الانتخابات الأخيرة والتي أضرته كثيراً وكانت بمثابة مفاجأة كبرى لنا جميعاً، ولا نعلم ماذا كان سيحدث لو أكمل الجولة الثانية؟!!.. والله من وراء القصد.