محمد الجوكر
على هامش خليجي 22 أقيمت فعاليات المؤتمر الخليجي الرابع بإشراف وتنظيم من الاتحاد الخليجي للإعلام الرياضي، وبالتعاون مع اللجنة الإعلامية، واحتوى الملتقى على 3 جلسات، تشرفت بتقديم الأولى عن أمانة الكلمة، والجلسة الثانية عن حقوق النقل التلفزيوني، والثالثة عن دور الشباب.
وكان الملتقيان الخليجي الأول والثاني قد أقيم في سلطنة عُمان، بمشاركة ما يقارب الـ 60 إعلامياً من دول مجلس التعاون، فيما استضافت مملكة البحرين الملتقى الثالث، وشارك فيه ما يقارب 90 مشاركاً ومشاركة من دول الخليج، ومن هنا نؤكد على أهمية الحوار وثقافة الإعلام.فالإعلام الرياضي جزء مهم من مسيرة الحركة الشبابية والرياضية، وهو سلاح خطير ذو حدين..
فإذا استخدم في مساره الصحيح، بالنقد الهادف البنّاء، صبَّ في مصلحتنا، أما إذا سار بمنهج آخر بعيد عن الصدق والموضوعية خرج عن المسار، وسبب العقبات والأزمات، التي لا أول لها، ولا آخر. وقد حان الأوان إلى تطوير عمل الإعلام الرياضي من أجل الحفاظ على المكتسبات التي حققناها، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وفي المهمة المناسبة بعيداً عن المجاملات.
ومن هذا المنظور علينا أن نعطي للإعلام الرياضي حقه من الاهتمام، لكي يقوم بواجبه نحو هذا القطاع العريض في اختيار العاملين بمجال الإعلام أو المساهمين، فلا نترك «الحبل على الغارب» في هذا القطاع، بعد أن عكس العنف والتعصب في الملاعب الرياضية أثرهما على الحالة الإعلامية، ووصل الخلاف إلى الهواء مباشرة، وبات الجميع ينتقد سواه بطريقة غير مقبولة وغير محبذة.
إذ يفترض أن تهدف هذه البرامج الرياضية إلى التوعية وحماية المجتمع الشبابي، وهو عمل في رأيي يجب أن يتطور، كما أن الدعم الأكبر للرياضة لا يأتي إلا من خلال الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي، ونحن ولله الحمد، لدينا هذه النعمة، ومن هنا لابد أن نشير إلى أهمية دور الإعلام الرياضي في المشاركة بأعمال تربوية قيمة، لا تبث التعصب، برغم نجاح إعلامنا الرياضي الكبير، بسبب تعدد وسائله...
حيث نحمله المسؤولية الأكبر، كونه القادر على نبذ التعصب بالانضباط والنظام داخل الاستديوهات، فقد رأينا كثيراً من حالات الضرب تحت الحزام وتبادل كلمات ليست ككل الكلمات، مما يسبب لنا ولمتلقي الرسالة الإعلامية التشويش، بالأخص في الحوارات التي يحدث فيها احتكاك بين الزملاء بصورة مباشرة، مما يسبب إثارة الجمهور وشحنه، أو الشحن الإعلامي الذي نراه في بعض المواقف والمشاهد، والذي له تأثير في إشعال الفتيل.
هنا أرى في تقديري، أن السبب يرجع إلى ضعف الثقافة الرياضية في الحد من العنف الحواري، فتتكهرب الأجواء، ويحدث ما لا تحمد عقباه، وحتى ننجح في الحد من المظاهر الدخيلة على مجتمعاتنا العربية عامة والخليجية خاصة، ينبغي أن نقوي العلاقة بين المؤسسات الرياضية والجهات الإعلامية في هذا الجانب، فما يربط بيننا هو علاقة حب واحترام،..
ولانقبل بأن تتحول برامجنا إلى هدم العلاقات بين أبناء الأسرة الرياضية الواحدة. وتلك العلاقة بين الأفراد من الرياضيين والمؤسسات ينبغي عليها الارتقاء بمفهوم الجانب التوعوي، لأنها تبدو علاقة متوترة، خاصة بين من يدخلون الاستديو ليتصيدوا بعضهم البعض. للأمانة نحتاج إلى الهدوء والتصرف بحكمة حتى يستفيد المتلقي من الرسالة الإعلامية، والتي تحولت اليوم إلى حلبة مصارعة، بالإضافة إلى زيادة عنصر الوعي والثقافة، بالتعاون مع الإعلام كرسالة، بعد أن أصبح إعلام كرة فقط، وتطبيلاً وصراخاً على الهواء، ومن هنا نطالب بالمساهمة في تقليل التعصب وتقبل النتائج بروح رياضية..
وعلى المؤسسة الإعلامية أن تلعب دوراً أكبر في التوعية بمخاطر العنف ومساوئه، وذلك بإعداد برامج توعية خاصة في نبذ التعصب والعنف في الحوار الصالح المفيد، علينا أن نعترف أننا نفتقد إلى ثقافة الوقاية والتوعية، وهذه أزمة تفعلها وتحولها البرامج إلى كوارث، وعلى من يعمل في إطار الأسرة الرياضية أن يحافظ على لسانه، ولانريد زلات أخرى قد تتسبب في تعكير صفو العلاقات الخليجية.. والله من وراء القصد