محمد الجوكر
أسرار روما، لم تكتب ليومنا، برغم كل ما قيل، وكتب بعد تأهلنا لنهائيات كأس العالم في ايطاليا عام 1990، فقد مرت على الكرة الاماراتية أيام عصيبة شهدتها لحظة مشاركة المنتخب الوطني الاول في التصفيات النهائية بسنغافورة عام 89، حيث شارك المنتخب وسط ظروف غاية في الصعوبة، لدرجة أن المعسكر الذي جرى للفريق في أوروبا، لم يكن ناجحاً بسبب المشاكل التي طاردت الفريق وزادت الصعوبة، بعد استقالة الاتحاد وهي الاستقالة الشهيرة آنذاك.
حيث قلبت الأوراق رأساً على عقب، فتم تشكيل لجنة مؤقتة من كبار موظفي المجلس الاعلى للشباب والرياضة، في تلك الفترة وهي ما تسمى لجنة السويدي للمرة الثانية 89، وضمت 5 أعضاء وهي واحدة من اللجان التي تشكلت أعقاب تلك الازمة، بسبب ما واجهت الرياضة عامة، والكرة على وجه الخصوص.
وبدأت مهمتها مع التصفيات النهائية لقارة آسيا، والتي بموجبها تأهل منتخبنا الوطني الأول الى نهائيات كأس العالم بايطاليا، ووضع الجميع يده على قلبه قبل السفر، إلى سنغافورة، كيف سيكون حال المنتخب في طريقه الى روما عبر سنغافورة، ليلعب هناك مع أقوى فرق القارة.
ولكن أبناء الامارات، أكدوا معدنهم الأصيل، فتحمسوا ووضعوا كل المشاكل خلف ظهورهم، وفكروا بالوطن وجماهيره التي كانت تنتظرهم، وحدث ما كنا نتطلع إليه، حيث تحقق الحلم الكبير وهو حلم الوصول الي المونديال، ووضعنا أقدامنا في نهائيات كأس العالم بإيطاليا عام 90، ذلك التاريخ الذي لن ينسى على الاطلاق في مسيرة الكرة الاماراتية.
وما زلنا مع أسرار روما، فقد كشفت جزءًا هاماً من خلال حوار تلفزيوني، استضفت فيه فريق عمل فنيا محترفا على مستوى عال بمنزلي، لمدة سبع ساعات، قبل عدة اشهر وهم من جنسيات مختلفة عربية وآسيوية وأوروبية، يعدون برنامجاً لحساب إحدى الشركات العالمية الكبرى بتكليف من جهة رسمية محلية.
وعندما علمت بأن البرنامج مدعوم محلياً رحبت بهم، ووافقت وقدمت لهم كل الامكانيات والتسهيلات من المادة والصور النادرة التي تساعدهم على اعداد البرنامج، كفيلم توثيقي يخدم واقعنا الرياضي عامة والكروي خاصة.
ويخدم أجيالنا ليتعرفوا إلى حلم المونديال، الذي حققه أبناء زايد، لأن التوثيق عملة نادرة، يتطلب منا جميعاً أن نقف ونساند من يفكر فيه، وبما أن التوثيق عشقي بعد الصحافة التي أعتبرها زوجتي الأولى، رأيت من الضرورة أن نساهم في عمل وطني كبير.
يتم إعداده على أسس علمية وبرؤية احترافية مهنية عالية المستوى، لأنه سيكون الأول من نوعه وسيكون ضربة معلم وضربة لقنواتنا الرياضية، التي لا تفكر الا في البرامج المعتادة وتختفي عنها المادة التوثيقية، فمثل هذه البرامج التاريخية الوطنية تبقى في الذاكرة لسنين طويلة مع الاجيال.
وما جعلني أفكر في أسرار روما، احتفالات «الإمارة الباسمة» باليوم الرياضي الوطني على العديد من الأنشطة، أبرزها مباراة استعراضية بتجمع لاعبي الجيل المونديالي الذين أعادوا لنا ذكريات روما، لا بد لنا ان نعيد للذاكرة فهناك رجال عملوا واخلصوا وبذلوا الجهد من أجل تحقيق هذا الحلم.
ونذكر منتخبنا وشتان الفارق بين اليوم وبين الأمس، واليوم الحمد لله الوضع يختلف تماما في كل شيء بشكل لا يقارن مع تلك الحقبة الزمنية، فلا أخفيكم سرا حيث احتار المشرفون على المنتخب في تلك المرحلة من أين يصرفون مكافآت الفوز وبدلات التدريب حيث سافر الفريق بدون موازنة مالية تكفي وهم في سنغافورة، إنها قصة حقيقية نذكرها وليست من الخيال..
والله من وراء القصد.