محمد الجوكر
*بالأمس، مرت خمسة أعوام على رحيل أول رئيس لاتحاد الكرة في الدولة، هو المغفور له مبارك بن محمد طيب الله ثراه، وبرغم رحيله عنا إلا أن نجليه حفظهما الله، يواصلان دعم مسيرة الرياضة في بلادنا..
هما الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، حيث فازت الهيئة العامه لرعاية الشباب والرياضة في عهده بجائزة الدورة الأولى لجائزة الموارد البشرية في الحكومة الاتحادية، والتي تأتي انسجاماً مع توجهات الدولة في عملية التنمية البشرية، ونهيان المتواضع يحمل إرثاً من والده و«الكاريزما» المميزة التي يتصف بها «بوسعيد» والتي قربت الجميع منه بل هذه الصفة الجميلة تسعد كل من يلتقيه في أي موقع من مواقع الوطن، وأما الابن الثاني هو الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي...
وعندما كان طالباً في الجامعة بالعين، كنت مندوباً صحفياً وكان مصدري الأول في العديد من القضايا الرياضية آنذاك، بالأخص قضية اللاعب الأجنبي ومذكرة الأندية الشهيرة في زمن الرياضة الحقيقي، حيث التفاعل والاندماج بين الأندية والمجتمع، التي كانت تلعب دوراً بارزاً في مسيرة الرياضة، عكس اليوم دخل علينا الاحتراف عبئاً ثقيلاً، فابتعدت الأندية عن دورها الحقيقي، وأصبحت تدار باجتهادات فردية ويغلب العمل الفردي على المؤسسي وتلك هي أزمة حقيقية نعاني منها اليوم.
* نعم خمسة أعوام على رحيل مبارك بن محمد، نتذكره رحمه الله، لأنه لعب دوراً محورياً وبارزاً طوال فترة عمله في خدمة الوطن، وكان للرياضة جزء كبير من اهتماماته، كما هو الحال عند نجليه نهيان وحمدان، فالرياضة عامة كان لها النصيب الأكبر من الدعم، ومن هنا لابد أن نتذكر مآثره، كي يطلع جيل اليوم ويعرف أدوار قادتنا..
وماذا قدموا للرياضة وللتاريخ، مع تزامن إعلان الاتحاد في الثاني من ديسمبر من عام 1971، حيث تولى المغفور له رئاسة أول اتحاد لكرة القدم في الدولة، ومسؤولاً عن الرياضة في أبوظبي، وقبل الاتحاد، استضافت مدينة أبوظبي مهرجان عيد الأضحى، وحضر فريق الإسماعيلي المصري عام 69..
ولعب أمام منتخب أبوظبي المكون من عدد من اللاعبين غير المواطنين، الذين كانوا يلعبون آنذاك، مع الاستعانة بنجم قطر المرحوم خالد بلان، عملاق قطر وخسرنا بأربعة أهداف مقابل لاشيء، وشهد المباراة يومها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، وسبق ذلك أن لعب الإسماعيلي في دبي مع منتخب من أندية دبي..
وشهد اللقاء المغفور له الشيخ مكتوم بن راشد، وبعدها بسنتين أول مجلس إدارة لاتحاد كرة القدم برئاسة مبارك بن محمد آل نهيان، وجاءت دورة كأس الخليج الثانية بالسعودية 72، أي بعد مرور شهرين فقط على قيام اتحاد الدولة، ويعود الفضل في تأسيس اتحاد الكرة للشيخ مبارك، وكذلك في تشكيل أول منتخب يمثلنا خارجياً...
ونالت الكرة الإماراتية العضوية في الهيئات القارية والدولية، وشكل مجلسه أول بعثة كروية، برئاسة أحمد التاجر وأحمد المدفع نائباً للرئيس، ومراد رفعت ومحمد إسماعيل بن عوقد إدارياً، والمرحوم شحتة لاعب الإسماعيلي المصري مدرباً بتكليف من مكتوم بن راشد، وعاونه المدرب المواطن جمعة غريب الذي كرم قبل أسابيع ضمن مبادرة الأوائل بالدولة، وحقق منتخبنا الفوز على قطر في البطولة الخليجية، بهدف مقابل لا شيء، سجله سهيل سالم الذي ينتظر العلاج بالخارج وهو أحد أفضل من أنجبتهم الكرة الإماراتية...
وأقول لـ«بوسالم» (اللي ما يعرفك ما يثمنك)، فهل من مجيب لإنقاذ عين نجمنا الكبير!!،وقد حصلنا بهدف سهيل على برونزية دورة الرياض، وحينها وقف الزميل الذي ألتقيه يومياً بالأهلي أحمد عيسى على منصة التتويج وتسلم كأس المركز الثالث..والله من وراء القصد.