محمد الجوكر
* ذهب المنتخب الأولمبي لكرة القدم إلى العاصمة البحرينية المنامة، لخوض منافسات البطولة الخليجية، وبدا يتمياً، حيث إن كل الأضواء كانت مسلطة تماماً على المنتخب الأول في تحديه الآسيوي بأستراليا، رغم أن منتخبنا الأولمبي هو حامل اللقب الخليجي عام 2010، وأنهى مشواره في المنامة في صمت، بعد أن لعب على المركزين الثالث والرابع، كما هو الحال للمنتخب الأول الذي يلعب غداً مع شقيقه العراقي على برونزية آسيا، وأقصد أن الأولمبي ذهب يتيماً، وهذا واقع ملموس، لم نكن نتوقعه إطلاقاً من اتحاد الكرة.
حيث لم يهتم به أحد من اتحاد الكرة، صحيح أنها بطولة إقليمية غير معتمدة لدى «الفيفا»، لكنها هي نفسها التي أنجبت الفريق المتميز الموجود حالياً في أستراليا، وقديماً، وقبل ربع قرن، كانت الاتحادات الرياضية، ومنها الكرة، تخطط وتشكل وفدها الرياضي للمعسكرات التدريبية والبطولات الرسمية، وتعلن الأسماء بالصحف بشكل رسمي، ويعرف كل عضو دوره وواجباته وسفراته ومهماته، واليوم، للأسف، لا يوجد لدينا هذا البند.
وقد مسح تماماً وأصبحت المهمات والأدوار «على المزاج»، وهذا ليس فقط في الكرة، وإنما في معظم الرياضات الأخرى، فالمنتخبات في واد، والاتحادات في واد آخر، وتلك هي الأزمة الحقيقية التي نعاني منها، ونجد بعد الفوز ضرب «فلاشات» وتصوير في لقطات جماعية، وهذه الظاهرة منتشرة في الآونة الأخيرة، دون أن نعرف خطورتها وسلبياتها، فمثلاً، اتحاد الكرة سافر تقريباً معظم أعضاء مجلس إدارته إلى أستراليا، بمرافقية وجهازه الفني والإداري، باستثناء عضو واحد فقط، بينما تجاهل المنتخب الأولمبي، ولم يرافقه أي عضو من مجلس الإدارة، سوى الإداريين، ولهم مهمتهم القريبة من الفريق، وهذه بالتأكيد لها آثارها، لأن المشرف والإداري مهمته داخل الملعب، وأما الحضور والوجود في الجلسات الرسمية، فهي من اختصاص المسؤولين من أعضاء المجلس.
* ولا أدري، كيف فاتت على الأخوة هذه المسألة، وبالطبع هذه ليست المرة الأولى، ففي دورة الآسياد بأنشيون، كنت مرافقاً إعلامياً للوفد الأولمبي، وحضر الرئيس وبعض الأعضاء مباريات الفريق، ولكن دون انضمام أحد أعضاء المجلس مع البعثة الكروية من (البورد)، ووجد المنتخب الأولمبي نفسه الذي شارك في البحرين بدون اهتمام من مجلس الإدارة، واكتفى فقط بالمشرفون، ولا أخفيكم سراً كتبته وأجدده هنا، بأن المدرب الوطني علي إبراهيم، والذي يدرب المنتخب الأولمبي، يعاني الأمرين من أجل الحصول على إجازة من جهة عمله، وهو مدرب هاوٍ، بينما اللاعبون لهم كل الامتيازات، وأعود وأقول إن المنتخب «اليتيم» هو مستقبل الكرة الإماراتية، والتعامل معه بهذه الصورة لا يليق من اتحاد الكرة، ويجب أن نقف عند هذا الأمر ولا نتركه يمر مرور الكرام، كما أنه أملنا في التأهل إلى أولمبياد البرازيل 2016... وسلامتكم!!
* ونعود للمنتخب الأول، ونقول إن المنتخب الأسترالي استغل عاملي الأرض والجمهور على أكمل وجه، وبلغ نهائي كأس آسيا للمرة الثانية على التوالي، بفوزه بهدفين في ثالث مشاركة له فقط منذ انضمامه إلى عائلة الاتحاد الآسيوي عام 2006، وأول من أمس، وضع حداً لحلمنا في بلوغ النهائي للمرة الثانية في تاريخنا بعد عام 1996، حين خسرنا أمام السعودية، ولنلعب على المركز الثالث غداً أمام العراق، في لقاء إعادة لنهائي خليجي 21 بالمنامة.. والله من وراء القصد.