محمد الجوكر
Ⅶ من عادتي، أن أحضر العمل مبكراً، وربما أكون أول المحررين دخولاً للجريدة، وهي عادة أحبها منذ انضممت إلى مهنة البحث عن المتاعب، التي أصبحت جزءاً هاماً في حياتي وأفضلها.
حيث تتاح لي فرصة التعرف والقراءة على كل ما هو جديد في صحافتنا، ومعايشة الأحداث الرياضية عن كثب، عموماً، أكتب هذه الزاوية قبل موقعة الأهلي والعين الآسيوية، وبعد انتهاء لقاء الشباب والنصر، ونبارك للجوارح تأهلهم إلى المباراة الخليجية النهائية، أمام الأشقاء فريق السيب العماني، فاللعب في مسقط له ذكريات جميلة لنادي الشباب، عندما وضع اسمه كأول ناد إماراتي يفوز ببطولة التعاون عام 92، بجانب فوزه بكل الألقاب، كأفضل لاعب وأفضل هداف أيام المدرب البولندي توني بيتشنك، واليوم، أملنا كبير في العودة بالكأس الخليجية من السلطنة، ولتبقى في الإمارات، ولا أخفيكم تفاؤلي الشديد بأن فريقنا الأخضر هو الأفضل من الناحية الفنية، فقط، نريد أن نلعب ولا نفكر في الفريق المنافس، الذي تطور كثيراً بعد سلسلة التغييرات التي أجراها، علينا ألا نستهين به، ونحترمه، لأنه بدوره يتطلع للفوز باللقب على أرضه وبين جماهيره.
Ⅶ وأكمل لكم وأتناول جزئية هامة، تتعلق بكتابة الرأي، وهي قمة العمل الصحافي، ولا يكتب المقال إلا بعد تجربة طويلة، وبعد التعرف إلى بيئة العمل من كل الجوانب، وتكون لديه الثقافة العالية والإدراك في طرح القضايا، وتكون له آراؤه التي ممكن أن يستفيد منها المتلقي للرسالة، والمجتمع الرياضي خاصة، وتذكرت الأيام الجميلة التي بدأت فيها الانطلاقة نحو العمل الصحافي في جريدة الوحدة، التي تأسست عام 1973 في أبوظبي، وبعد التأسيس بخمسة أعوام، كان لي شرف العمل فيها كمتعاون، بمعنى، كنت مندوباً، أقوم بتغطية المناسبات الرياضية في دبي والشارقة، في أعمدة الجريدة زمان، وكانت قليلة، وتشابهت معظمها تحت عنوان واحد، هو حديث الرياضة أو بصراحة، وغيرها من المسميات البسيطة، ومع تلك الأيام الحلوة التي لن تعود، وجدت نفسي أبحث في الذاكرة، ومن الواجب علينا اليوم، أن نتذكرها بحلوها ومرها، تلك الأيام السعيدة التي لا تنسى، فهي المحك الحقيقي للصحافي الذي يبدأ من السلم دون أن يقفز بـ (البراشوت)، ويصبح فجأة وبدون مقدمات، كاتباً وناقداً، كما هو الحال الآن، وما أكثرهم، وفي البدايات كان الصحافي معدله اليومي العشرات من الأخبار المتميزة، مقارنة باليوم، رغم قلة المساحة وضعف وانعدام الإمكانات التي لا تقارن اليوم، فكان المحرر نشيطاً لا يتذمر ولا يحقد ولا يحسد ولا يتكاسل، همه الانفراد والتميز، بينما اليوم، نجد المحرر يجلس في مكتبة أو بيته أو على المقهى ويبعث المادة، لقد أصبح العالم الآن متاحاً في كف، وتغير المفهوم السابق أن العالم أصبح قرية، واليوم تغير المسمى، واسألوا أهل التواصل الاجتماعي!!
Ⅶ تشهد الساحة المحلية هذه الأيام، حراكاً صحافياً في مجال الرياضة، ما يؤكد على أهميتها كسلطة رابعة، تستطيع أن تلعب دوراً مؤثراً في تغيير الأحداث وتوعية الناس عبر إعلام ناضج وواعٍ، بعيداً عن الإسفاف، وبما أننا ما زلنا في شهر الصحافة العالمي، ندعو بضرورة أن تلعب الأقلام دورها في خدمة القطاع الرياضي، والتغلب على الكثير من القضايا المهنية، ومواجهة الحملات والأخطاء في الساحة بكل صراحة، وتقديم الرأي السديد القوي المفيد، وليس الترويج، كما يفعل بعض المهرجين ممن أصبحوا نجوم الشاشة، يتلونون حسب سفراتهم وتنقلاتهم، حان الوقت لكي نكشف عن هذه الفئة التي أصبحت تتاجر في برامجها بخداع الناس من خلال المنفعة، وتبادل المصلحة مع الضيوف والأصدقاء والرفاق، ليؤثروا في الرأي العام بطريقة «أنا عاوز كده»!!.. والله من وراء القصد.