بقلم - محمد الجوكر
أتمنى أن تناقش القضايا الرياضية بحوار هادئ، لكي تستفيد رياضتنا من الأخطاء بعيداً عن التعصب والتشنج، فمعالجة الأخطاء تحتاج إلى رأي عقلاني موحد، خاصة في المواضيع التي تهم الساحة والرأي العام، مثل القضايا الرياضية المثيرة للجدل، وهي كثيرة في بعض الأحيان، لأن قضايا الرياضة كثيراً ما تكون ساخنة، وهنا نتناول جزئية كرة القدم اللعبة المسيطرة على الأذهان والتفكير.
لن نتطرق إلى بقية الرياضات الأخرى «الشهيدة» التي تعاني الكثير من الأزمات، فهي لا تملك حلولاً دائمة لتسيير النشاط، فبعضها متوقف مؤقتاً والبعض الآخر شبه مجمد لنشاطه، وتسير إلى الوراء بدلاً من التقدم إلى الأمام، ولو نظرنا لحال هذه الاتحادات لوجدنا العجب العجاب وكان الله في عونها لأنها تعاني! وتحتاج للدواء والعلاج.
نعود «للعبة المجنونة» كرة القدم التي تثير القلاقل بين فترة وأخرى، وما نراه الآن من خلافات واتهامات تتناقلها وسائل الإعلام، يؤكد أن الأزمة لن تتوقف، وأن التناول غير الموضوعي بات سائداً على غيره، بل وصل بنا الأمر لنشر غسيلنا بعيداً عن ديارنا حتى وصل إلى القارة الأوروبية.
في عهد الهواية رياضياً، كنا على قلب رجل واحد ونظرتنا واحدة، ولكن يبدو الآن أن الحسابات تغيرت، فالبعض من أصحاب الرأي الآخر تسببوا في حالة من الانزعاج، ربما تستمر طويلاً، بسبب بعض الذين يبحثون فقط عن السبق والإثارة، ومن هنا أرى ضرورة المشاركة في طرح قضايانا معاً، لتحديد كل جوانب المشكلة بنظرة واقعية، بعيداً عن تصفية الحسابات، سعياً لاستحداث فكر راق وعال لكي نصحح الأوضاع الخاطئة، ونعيد ترتيب البيت الرياضي، فوحدة الكلمة أمر في غاية الأهمية، ويمكن بالطبع أن نختلف في الرأي، ولكن يجب أن يكون ذلك في حدود المعقول، وأرى أن ظاهرة خلاف الرأي تصب في مصلحتنا، لأننا في النهاية سنذهب للرأي الأعدل والأصوب والحكيم والقانوني، الذي لا يختلف عليه اثنان.
«أبصم بالعشرة» أن ليس كل من قال رأياً يمكن أن يصبح ناقداً، فهناك آراء ليس لها معنى أو جدوى، لكنها تقال وتنشر في وسائل الإعلام وحجة قائلها لابد من «التواجد والظهور»!.. والله من وراء القصد.