بقلم - محمد الجوكر
ببالغ الأسى نشاطر الأسرة الرياضية الأحزان في وفاة القطب الأهلاوي الكبير حسين تقي «بوخالد»، الذي انتقل إلى جوار ربه، داعين المولى أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، فقد أسهم الراحل بدور معنوي تشجيعي كبير في مجال الرياضة عامة، وكرة القدم خاصة، كما لعب أدواراً لا تنسى في مسيرة الأهلي (سابقاً)، من خلال ارتباطه الوثيق وحبه لهذه القلعة الكبيرة، منذ أكثر من خمسين عاماً، حيث ارتبط باللون الأحمر، وظل يعشقه، وأصبح محبوباً وأنموذجاً للرياضيين من الرواد الأوائل، وكان إدارياً متميزاً في قطاع المراحل السنية، قبل أن ينتقل بعد ذلك إلى إدارة المنتخبات الوطنية.
من سمات الراحل أنه جذب الصغار إلى اللعبة، وكان دائم التواصل مع أولياء أمور اللاعبين، ومتابعاً لكل خطواتهم، منذ لحظة خروجهم من بوابة النادي بـ«الباص» وحتى وصولهم إلى منازلهم، وكان أيضاً من كبار محبي النادي لدرجة أنه وضع اللوحة الخاصة باسم نادي الوحدة عام 1963 قبل اندماجه مع الشباب بعد سبع سنوات، ليصبح الأهلي سابقاً «شباب الأهلي حالياً»، بعد ذلك، فالفقيد كان إنساناً بكل ما تحمله الكلمة من معان وحتى في أيام مرضه كان يزور ويلتقي بنا في مبنى السعادة بالنادي، رغم مرضه لما يتمتع به من حب الجميع، فقد دخل قلوب كل الجماهير الرياضية، لأنه رجل من الزمن الجميل يحب الرياضة ويعشقها، ولأكثر من ثلاثين عاماً كان يحتفل بكل أفراد ومحبي النادي سنوياً، خلال شهر رمضان، لدرجة أنه كان يعاتبنا إذا لم نحضر تلك الليلة.
كان «بوخالد» رجلاً لطيفاً، يبادر دوماً بالاتصال للاطمئنان علينا، وكنت قد تحدثت معه قبل أيام من رحيله، وتناولنا في حديثنا شؤون وشجون الكرة الإماراتية حلوها ومرها، خلال الحقبة التاريخية القديمة، خصوصاً أنه كان شخصية من الصعب أن تتكرر، في الساحة الرياضية.
وداعاً «بوخالد» طيب القلب.. أحزننا خبر رحيلك، لكنها إرادة الله، إنا لله وإنا إليه راجعون.