بقلم - محمد الجوكر
أرسل لي الزميل عبد المحسن الدوسري، وهو من جيل المعلقين الكرويين القدامى بالدولة، وكانت له نكهة خاصة تتميز بسرعة البديهة في تعليقه على الأحداث بشكل يلفت الانتباه، رسالة أشار فيها إلى كلام الإذاعي الكبير فهمي عمر من مصر، بأن مستوى التعليق حالياً في بلاده أصبح متدنياً ومختلفاً تماماً عن الزمن الماضي، فكان في السابق الجمهور ينتظر المعلقين من أجل سماع تعليقهم على المباريات، عكس الآن أصبح الأمر غير مرغوب فيه، بسبب ما يتم سماعه على الشاشات!
أيام زمان كان يتم اختيار التعليق عن طريق لاعبي الكرة المعتزلين، منهم ميمي الشربيني، ومحمد لطيف، وغيرهما، فكان حديثهم يمثل مصداقية للجماهير، وعندما كانوا يتحدثون عن أي أمور فنية كان يتم الموافقة عليها بسبب مصداقيتهم أمام الجماهير، فالاثنان، الأول الشربيني عمل مدرباً بنادي النصر في فترته الذهبية، ومدرباً للمنتخب الوطني والعسكري، والثاني، جاءنا بدعوة وقام بالتعليق على مباريات المنتخب العسكري أمام العراق في بداية السبعينات في تصفيات كأس العام العسكرية، وله قصص وحكايات مع الكرة الإماراتية! ونواصل مع تعليقات فهمي عمر فيقول: المعلق قديماً كان مثل أساتذة القانون، وكانوا نجوماً ولهم في علم الكرة الكثير، أو الألعاب الأخرى، وكان من يعمل في الإذاعة منهم لا بد أن يكون من نجوم كرة القدم أو الرياضات الأخرى، فكانوا بمثابة أساتذة يدرسون التاريخ وجوانب اللعبة؛ من أجل إعطاء المعلومة الصحيحة للمشاهد، ونحن هنا نتذكر عدداً من المعلقين المصريين من الذين دفعونا لحب التعليق الكروي، وهم الثلاثة عبد المنعم رضوان وفاروق راشد ومراد رفعت، ويبقى رضوان الأكثر جاذبية في قفشاته الحلوة، فهم لم يكونوا فقط معقلين، بل كانوا مدرسين صباحاً، وسكرتارية مساء، وأثناء الطلب يقومون بالتعليق الكروي عبر الإذاعة التي كانت تشتهر في نقل الأحداث الرياضية بأصواتهم، المعلق زمان كانت له نكهته وحضرته، وأصواتهم ما زالت ترن في الأذهان.. والله من وراء القصد!