بقلم - محمد الجوكر
رغم ما يحدث من أخطاء في مباريات دوري كرة القدم يتسبب فيها أحياناً بعض الحكام دون قصد، لن نقبل بمجرد التفكير في الاستعانة بحكام أجانب لإدارة مباريات دورينا، صحيح أن هناك غلياناً واعتراضات وانتقادات لمستوى بعض الحكام، غير أن هذا لا ينفي الظهور الجيد والتميز اللافت في مستوى التحكيم الإماراتي، الذي فرض وجوده بقوة محققاً إنجازات واضحة للعيان، تمثلت في الصعود للمرة الثالثة على التوالي لإدارة مباريات كأس العالم، فضلاً عن تأهل بعضهم إلى المونديال الأخير، إلى جانب ترشيح حكامنا ضمن حكام النخبة الآسيوية ومشاركتهم في كأس العالم للأندية كدليل قاطع على أن الحكم الإماراتي متميز وبخير.
لا ننكر بعض الهفوات التي يرتكبها بعض الحكام، ولكن هذا أمر معتاد ويحدث في كل العالم، وليس سبباً في أن نضع على رقابهم السيف، فالحكم بشر، وهو ضمن منظومة كرة القدم والتي تعتبر لعبة الأخطاء، ولولا وجود هذه الأخطاء من قبل جميع أفراد المنظومة لما كان هناك خسارة وفوز، فالمدربون يرتكبون عشرات الأخطاء، واللاعبون كذلك يقعون أحياناً في أخطاء بدائية وهم محترفون، ومع ذلك يحصلون على عشرات الأضعاف من الأموال، نحن مع النقد البناء الهادف الذي يساعد ويساهم في الارتقاء بالتحكيم الإماراتي، وضد «تكسير المجاديف»، ونصب المشانق للحكام لمجرد أخطاء غير مقصودة تحدث عادة في كرة القدم.
لدينا مجموعة جيدة من الحكام الشباب الذين يتمتعون بمستوى عالٍ جداً من الوعي والثقافة، وهناك لجنة كانت وستظل من خيرة الكوادر الإماراتية، وما يحدث لهم مرفوض، نريد من اتحاد كرة القدم، كمؤسسة كروية كبيرة، أن يوضح للرأي العام ماذا يحدث في الساحة وأن يقف مع حكامه، ونأمل ألا يكون ما نسمعه وينتشر على «السوشيال ميديا» من أن هناك فجوة بين الهيئات الرياضية صحيحاً، وأثق في اللجان المسؤولة التي تهمها مصلحة كرة القدم الإماراتية عامة، والتحكيم أحد أهم عناصر تطوير اللعبة، لا نريد ولن نقبل بأن ينقسم كيان الاتحاد إلى فريقين متشاكسين متنافرين.
أتمنى الدعوة لاجتماع طارئ لمجلس إدارة اتحاد كرة القدم لبحث هذه القضية، وحسم هذا التنافر والمعارك - إن وجدت - حتى لا تتفاقم ويحدث ما لا يحمد عقباه، نصيحتي للقائمين على مجلس إدارة الاتحاد ضرورة التنسيق، مع إدراكي أن اتحاد الكرة أمامه مهام كثيرة وسوف يواجه عقبات كبيرة، وهذه واحدة منها، وأرجو أن يتجاوزها ويعمل الجميع يداً بيد لإزاحة سحابة الصيف العابرة، ليعود بعدها الاستقرار إلى السلك التحكيمي، وحسناً فعل اتحاد الكرة في الآونة الأخيرة بفتح أبوابه لإقامة ندوات تثقيفية لشرح الأخطاء التي تحدث في المباريات، ونأمل كذلك التعاون مع الإعلام، فالهدف واحد وهو مصلحة الكرة الإماراتية، وأخيراً الرجاء الهدوء، فالأمر لا يحتاج إلى كل ما نرى ونسمع ونقرأ، فالتحكيم أمانة في رقاب الجميع، والله من وراء القصد