بقلم - محمد الجوكر
بعد أيام قليلة من تعرضه لوعكة صحية دخل على إثرها أحد مستشفيات القاهرة، توفي الدكتور طه الطوخي، شيخ المدربين المصريين، وبرغم مرضه «رحمه الله»، إلا أنه لم ينقطع عن التواصل اليومي معنا عبر مسجات «صباح الخير» حتى قبل وفاته بيومين، الطوخي إحدى أبرز أساطير التدريب وخاض تجارب عدة ناجحة قاد منتخب الكويت الأول عام 1970 لتحقيق لقب كأس الخليج في نسختها الأولى، تولى تدريب الهلال السعودي وناشئي شباب الأهلي والجزيرة محلياً، وله مكانة خاصة في قلوب الجميع لما يتمتع من أخلاق رفيعة، ونال تكريماً كبيراً من أمير الكويت الراحل الشيخ صباح الأحمد على هامش حفل افتتاح خليجي 23 قبل 7 سنوات.
فكانت لمسة وفاء وقصة إنسانية جميلة، حيث لم ينسَ الأشقاء أثره ودوره وبصمته على المنتخب، ولهذا كان إحدى أجمل فقرات حفل الافتتاح، حيث تم تكريمه في افتتاح بطولة خليجي من قبل أمير الإنسانية وكنت ألتقيه صباح كل يوم أجلس معه وأتذكر معه حكاياته ورواياته التي تصلح لعمل تلفزيوني عن مونديال الخليج.
نعرف المغفور له بإذن الله تعالى جيداً، فقد عمل مدرباً بالإمارات فهو الوحيد الذي لم تستغنِ عنه الأندية فقد طلب بنفسه الإعفاء والسفر للبقاء مع أسرته فهو رجل يحمل كل معاني الإنسانية، فليس غريباً بأن يبقى دوماً في قلوبنا، على الرغم من اعتزاله التدريب عام 89، التي بدأها عام 68 في تدريب النصر الكويتي، جلسات «بوشريف» رحمه الله، كانت مشوقة تذكرني برجال الزمن الجميل الذين نفتقدهم اليوم، فصعب علي أن أنسى هذا الرجل الطيب إلا أنها حكمة الله بأن يفارقنا في هدوء، أتقدم بخالص العزاء إلى أسرته الكريمة سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.