بقلم - محمد الجوكر
تأهل ناديي شباب الأهلي والنصر إلى المباراة النهائية لكأس صاحب السمو رئيس الدولة لكرة القدم، أنصف ناديين كبيرين عرفت كرة الإمارات التنافس القوي بينهما منذ عشرات السنين، حيث تتجه الأنظار دائماً لمتابعة مواجهتهما، وكان عشاق كرة القدم يترقبون لقاءاتهما قديماً قبل أسابيع عدة من موعد المواجهة، وتشاء الصدفة الجميلة أن الفريقين يكرران المشهد الذي حدث قبل نحو 46 سنة عندما كان التنافس قوياً بينهما على الكؤوس المحلية التي قدمت من قبل المؤسسات والأفراد، فالناديان علامة فارقة في تاريخ اللعبة، فهما الأساس المتين والحقيقي للتطور والنهضة التي تشهدها كرة الإمارات، ولا يستطيع أحد أن ينسى دورهما المؤثر في مسيرة الكرة الإماراتية، ويكفيهما شرف المواجهة في نهائي أغلى البطولات للمرة الثالثة، للدلالة على مكانتهما في مسيرة الكرة بالدولة، حيث نعود مرة أخرى إلى «الحدوتة» القديمة عندما يتجدد لقاء قطبي الكرة الإماراتية في السبعينيات - طبعاً الجميع يعلم انضمام الشباب ودبي مع الأهلي -، فلقاء الكبيرين له طعم خاص، فهما من الأندية الكبرى التي ترتكز عليها لعبة كرة القدم بدولتنا والشواهد تثبت ذلك، فالناديان العريقان اشتدت المنافسة بينهما منذ أكثر من 60 عاماً، ولكن مع مرور الوقت تغيرت الاتجاهات الكروية وتحولت إلى أندية أخرى ظهرت وحققت النجاحات لتختفي ظاهرة اللقاء التقليدي بين الناديين الكبيرين شباب الأهلي والنصر، لكن سرعان ما عادت المواجهة التاريخية مرة أخرى إلى دائرة الضوء، حيث يلتقيان في مواجهة كروية خلال خمسينية الدولة في مشهد وسيناريو قديم جديد، وهما ينشدان اللقب الغالي كأس صاحب السمو رئيس الدولة، بعد تأهلهما إلى المباراة النهائية، وتأخذنا هذه المواجهة الجديدة بين القطبين إلى «ذكريات زمان» عندما كانا متسيدين فترة السبعينيات، لذا نتوقع أن تشهد المباراة النهائية على أغلى الكؤوس، مستوى فنياً عالياً، بدافع التحدي التاريخي بين الفريقين، وقبل ذلك بحافز الحصول على لقب أغلى الكؤوس.
الفوز بكأس صاحب السمو رئيس الدولة، سيكون بمثابة عودة الفائز إلى الماضي الجميل والأمجاد التي سطرها تاريخياً، ليستعيد جمهوره أنشودة «كان يا ما كان» مرة أخرى، فصعود «العميد» و«فرسان دبي» إلى النهائي الغالي ليس في مصلحة الناديين فحسب، بل في مصلحتنا جميعاً عشاق الكرة الإماراتية، فالمواجهة امتداد لتاريخ عريق وهو ما يجعلنا جميعاً في شوق إلى ذلك اليوم الذي يتواجهان فيه مجدداً!.. والله من وراء القصد