بقلم - محمد الجوكر
أهلاً باليابان بعد أن صعدت عن جدارة واستحقاق لنهائي كأس آسيا لكرة القدم فهي حاملة اللقب أربع مرات، بعد فوزها على المنتخب الإيراني بثلاثية، مؤكدة علو كعبها في بطولات القارة، حيث وصلت للنهائي للمرة الخامسة، فيما انتهى الحلم الإيراني بالوصول إلى النهائي، بعد أن حقق اللقب ثلاث مرات، وليتقدم مدربه البرتغالي كيروش باستقالته بعد أن ظل لمدة سبع سنوات متتالية إلا أنه قال: حان وقت الرحيل!
وما رأيناه بالأمس من تفوق لـ«الكمبيوتر» داخل أرضية الملعب في مدينة العين كان أمراً مثيراً للغاية، حيث تألق الفريق بأسلوب رائع لم نره من قبل في هذه النهائيات، وبينت القوة والمستوى الفني الكبير الذي يقدمه طلبة المدارس، فالمنتخب الحالي لاعبوه يتمتعون بثقافة وعلم ودراية، وهم جميعاً على مستوى عالٍ من التحصيل العلمي، فالغالبية من هذا الفريق المشارك من طلبة المدارس وجاؤوا من دوري المدارس القوي الذي يعد أقوى من دوريات عربية، فهناك البداية الحقيقية من المدارس، وبعدها ينتقل اللاعب إلى الأندية عند العمر 18 سنة، فيأتي اللاعب جاهزاً من بيئة صالحة وبالمواصفات الثقافية والفنية والرياضية، فهم لا يعرفون المقاهي والأسواق والدلع!
في تصفيات كأس العالم عام 92 كنت مرافقاً صحفياً للمنتخب الوطني بتصفيات المونديال بطوكيو، وجلست مع أمين سر الاتحاد الياباني فقال لي عن موازنة اتحاد الكرة كانت تقدر بنصف مليار دولار تأتيهم من التسويق والاستثمار، والرقم كبير في ذلك الوقت، وحين تتابع تصريحاتهم للتعبير عن مواقفهم (الانتخابات)، تشعر بأنهم إداريون محنكون ودبلوماسيون بدرجة سفير، على عكس تصريحات ربعنا العرب الجاهزة الذين يبيعون الهوى والأوهام، فقد حددت اليابان عبر الإعلان الشهير الذي أطلقه الاتحاد الكروي قبل سنوات عدة، أنهم يخططون للفوز بكأس العالم عام 2050، حيث تعمل كل الجهات من أجله، فالكرة اليابانية منذ سنوات طويلة تعمل لتحقيق هذا الوعد الذي أخذوه على عاتقهم، حقاً إنهم أصحاب الكرة الأكثر مثالية، فهل نتعلم منهم! عموماً أهلاً بالأصدقاء اليابانيين.. والله من وراء القصد.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن صحيفة البيان