بقلم - محمد الجوكر
في مثل هذا اليوم من شهر مارس عام 1972، شهدت كأس الخليج العربي في نسختها الثانية المشاركة الأولى لوافد جديد، هو منتخبنا الوطني الكروي الأول، والذي شارك للمرة الأولى في بداية تأسيس الدولة بعد الاتصالات، التي أجرتها الدول الشقيقة مع «فيفا».ووضع منتخبنا قدمه على خريطة المشاركات الخارجية، بعد موافقة مجلس إدارة الاتحاد الأول في عهد المغفور له الشيخ مبارك آل نهيان رئيس اتحاد الكرة آنذاك، فكان «الأبيض» الأول واجهة مشرفة للدولة، وكان الفريق مثالياً في تصرفاته وتحركاته، وعند السفر بالزي الرسمي، مدعماً بشعار الدولة على صدورهم، ومشرفاً بعودته بالميدالية البرونزية، في أول ظهور رسمي بدورات الخليج.
بطولاتنا الكروية قبل ذلك نظمتها اتحادات فرعية محلية على مستوى المناطق، ولها أبطالها في كل موسم، قبل مارس 1972 كانت هناك منتخبات كروية للمناطق في دبي وأبوظبي والشارقة ورأس الخيمة، تجمع أفضل العناصر، وتمثل كل إمارة، عندما كنا نستضيف بعض الفرق العربية مثل الإسماعيلي المصري، ومنتخب شبيبة الثورة الفلسطينية، ولكن على المستوى الاتحادي نعتبر «خليجي 2» الانطلاقة الحقيقية مع قيام الدولة، أما البطولات السابقة قبل إعلان تشكيل اتحاد الكرة رسمياً فنعتبرها تاريخنا التوثيقي لكل الفرق أيام زمان، بينما «أبيض» كأس الخليج الحاصل على المركز الثالث والميدالية البرونزية، والتي تسلمها لاعبونا من الملك فهد بن عبد العزيز، طيب الله ثراه، مناسبة ظلت محفورة في الذاكرة لا تنسى، ووقتها ضمت البعثة شخصية قانونية، قامت أيضاً بإدارة تحكيم المباريات في فترة الستينيات، هو المرحوم أحمد علي التاجر، رحمه الله، والذي كان نائباً لرئيس الوفد الإماراتي، والمهمة نفسها قام بها أيضاً في مشاركتنا الأولى في مهرجان الشباب العربي بالجزائر، في يونيو من العام نفسه 1972، التاجر شخصية لا تُنسى، وأصبح بعد ذلك سفيراً للدولة في المغرب، والجميع يذكره بالخير لتاريخه وعقليته الفذة.. والله من وراء القصد!