بقلم - علي العمودي
«كأس الخمسين» ينطلق مساء غد على استاد نادي الشارقة، وهو من المناسبات السارة للناديين الكبيرين، ملكي فترة السبعينيات، حيث منافسة التحدي على الكأس الغالية، فلقاء شباب الأهلي والنصر في أول نهائي، يجمعهما هذا العام، استعدت له الرابطة جيداً من الناحية التسويقية والإعلامية والترويجية، عبر سلسلة من البرامج والمبادرات خدمت البطولة، وأصبحت المباراة مشوقة قبل أن تنطلق، وذكرتنا بأيام زمان عندما كانا يلتقيان، فيشكلان محور الحديث، ويترقب الجميع موعد البداية، وبعد النهاية، فالحديث لا يتوقف عن المباراة، وتؤثر نتيجتها على مشاعر المحبين، ولو نعود إلى الوراء والحقبة الزمنية، التي عرفنا فيها كرة القدم، ومع اتصالاتي والتقائي عدداً من الرعيل الأول للاعبي الكرة من أيامنا الحلوة، واطلاعي على بعض الأمور، خرجت بمحصلة جيدة وبمعلومات وذكريات تخص اللعبة من الوقائع والأحداث، فهناك العديد من البطولات التي أقيمت، والتي كانت تسمى في دبي كأس مكتوم والبلدية، وكأس خادم بوعميم، وكأس الدورات الرمضانية، وتارة بأسماء المرطبات مثل كندا دراي وبيسي، وكأس «قاسم بلوج»، وغيرهم من المسميات قبل 50 سنة، وبطولة كندا دراي جاءت فكرتها من لاعب الوحدة المرحوم ناصر سعيد الكثيري، والذي شرح لنا الفكرة، حيث كان يعمل سائقاً في الصباح، ويقوم بتوزيع المرطبات على الناس في بيوتها والمحلات، ويطالب الجماهير بأن تشجع فريقه الوحدة، حيث يلعب عصراً مدافعاً صلباً، أمام الحارس العملاق مطر خلفان «كابدور» خال نجمي الكرة الإماراتية سهيل سالم وحمدون، والطريف عنهما أن الأول كان أول هداف للدوري العام لأندية الدرجة الأولى، والثاني أول هداف لمسابقة الكأس، والنجمان الكبيران يستحقان التكريم من اتحاد الكرة في مناسبة تليق بما قدماه، وقد لعبا للنصر مباراة ودية واحدة في يناير عام 75، عندما استعان بهما المدرب شربيني مدرب العميد للعب أمام الأهلي القاهري.
هكذا نجد مسيرة الكؤوس، التي كانت تقدم في المباريات في حقبة جميلة من مسيرة اللعبة، وكيف وصلت اليوم إلى تغييرات كبيرة حتى وصولنا إلى كأس الخليج العربي بمسمى «كأس الخمسين»! والله من وراء القصد.