بقلم - محمد الجوكر
كتابة التاريخ الرياضي، أمر غاية في الأهمية، فالمهتمون به قلة، بحاجة إلى دعم ومساندة من المجتمع، حتى يكتب الشخص مذكراته بعد ترك المنصب، سواءً كان رياضياً أو غيره، سرد التاريخ الرياضي لا بد منه، حتى تستفيد البلاد، وحتى لا تضيع الحقائق يوماً ما.
ومن حق أي مسؤول، توثّيق فترة وجوده على رأس عمله أو منصبه، إدراكاً منه بقيمة التاريخ، هي أمور من حق الشعوب أن تتعرف إليها، وإلى كل الظروف التي أوصلت إلى تلك المكانة في كافة المناصب، وللأسف، قليلون جداً من يفكرون بهذا المنطق، بينما هناك في الغرب، يفكرون ويكتبون ويدونون كل شيء، وكل صغيرة وكبيرة.
العبد لله، على الصعيد الشخصي، عندما بدأت التطرق والاهتمام بهذا الجانب المهم من مسيرة الوطن الرياضية، كنت أجد صعوبة بالغة في الحصول على المعلومة أو الصورة التي تحكي عن الحدث.
فالغالبية الذين طلبت منهم معرفة بعض الأحداث، كان الرد «نسينا ولا نتذكر»، وأذكر عندما انتقلت من البيت القديم إلى الجديد، لا ادري أين ذهبت الكراتين التي كنت أضع فيها الصور القديمة، حزنت للغاية على فقدان تلك الحقيقة، وهذا التراث الثمين، وللأهمية في ذلك الوقت، كنت أسعى إلى سرد الحقيقة من أسماء وشخصيات عزيزة على الكاتب أو الباحث، نريد أن نعطيها حقها، وأخص الجانب الرياضي.
الأمر الذي جعلني أبحث عن كيفية نشأة الكرة، وكيف تطورت تلك الأحداث في ذلك الزمان، ولدينا شخصيات تتطلب الحالة منا ذكرهم، إلى جانب توثّيق هذه الفترة من حياتهم، لا سيما ونحن مقبلون على خمسينية الدولة، الجميل أن هناك بعض الأفراد، جزاهم الله خيراً، بدؤوا يحولون مسيرة حياتهم المهنية إلى مذكرات، وهذه دعوة لكل من يجد في نفسه القدرة على التوثيق بالحقيقة المؤكدة، حتى لا يخرج السرد مشوهاً، خصوصا أننا نعيش فترة خطيرة من تشويه التوثيق الرياضي، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تنتقل بسرعة البرق، لكن تنقصها الحقيقة!!.. والله من وراء القصد