بقلم : محمد الجوكر
تمثل كرة القدم في حياة الشعوب، ثقلاً اجتماعياً خطراً مؤثراً في سلوكيات الناس ومحبي هذه اللعبة المجنونة، ما أفرد لها حيزاً كبيراً بين الأوساط الرسمية والشعبية، فليس غريباً أن نشاهد صراعاً سياسياً اقتصادياً سببه «كرة القدم»، وهذا الواقع نعايشه يومياً، خاصة بين الدول الكبرى، التي تتنازع من أجل استضافة كبرى بطولات العالم، ولم تعد المنافسة محصورة داخل المستطيل الأخضر، حيث تجاوزت ذلك، فأصبح الصراع دائراً بين الهيئات والاتحادات، من أجل كسب ود هذه اللعبة الأكثر انتشاراً، وفي عالمنا العربي، نرى العديد من المناسبات، التي أسهمت فيها «اللعبة»، بتنقية الأجواء، بين كثير من الشعوب، ولعبت أيضاً دوراً في إزالة الحساسية والتغلب على التوترات الناشبة بسبب نتائج الكرة، فهذه الرياضة، لها خصوصيتها، ولا أحد يختلف على قوتها وجاذبيتها، دون كل الرياضات الأخرى!
حرصت أن أبدأ الزاوية بهذه المقدمة، لأن الساحة الرياضية الآن، لا تقبل أي انتكاسات وإحباطات جديدة، فلسان حال جماهيرنا يقول دائماً كفاية ما حدث، وعلينا أن نتغلب على أخطاء الماضي، ونفتح صفحة جديدة، فهناك العديد من القضايا اليومية، التي تشهدها الساحة، سواء كانت محلية أوخارجية، فمثلاً محلياً، ما زال صدى التعاقد مع المدرب الإيطالي زاكيروني، حديث الشارع الرياضي، وحسناً فعلت لجنة المنتخبات بتكليفه الإشراف على المنتخب الأولمبي أيضاً، وهو قرار صائب نؤيده بقوة، لأن أعمار لاعبي الأولمبي، مناسبة جداً للانتقال للفريق الأول، إذا اقتنع بهم المدرب الإيطالي الجديد، فالخطوة تحسب لاتحاد الكرة، الذي يحرص على توفير الأموال العامة ولا يهدرها، بل إنه ومنذ المجلس الحالي، قدم الاتحاد معونة مالية تقدر بأكثر من 22 مليون درهم لأندية الهواة، وهذا أيضاً لم يذكره أحد، وهي من إيجابيات المجلس الحالي برئاسة بن غليطة.
هناك نقطة خطيرة، يجب أن ننتبه لها، تكررت في أكثر من ملعب، يجب أن نأخذها بعين الاعتبار، تمثلت في لافتات تضعها الجماهير في المدرجات، أصبحت تهدد الكيان الكروي، إذا كنا نريد تصحيحه ومعالجته بالصورة اللائقة، فلا نعتمد فقط على النوايا الحسنة، والخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، ولكن الخلاف بين الجماهير والروابط، يعتبر كارثة، إذا لم نضع لها حلاً جذرياً، ونوقفها فوراً، حتى لا تزداد الإثارة بين الجماهير، فقد اتخذت الهيئة الرياضية في السعودية، قراراً قبل أيام، بمنع لافتات تحمل اسم «الملكي»، والتزام الأندية بها، عبر تعميم صارم، وجهته لكل الأندية، وبدورنا يجب أن نعالج الأمر وهو في بدايته لتجنب خطورة اللافتات واللوحات، والقضية ليست قضية الجماهير فقط، فهناك فكر ناقص لمن يقود بعض الأندية، فهل خلا البلد من الكفاءات القادرة على التشجيع المثالي، بدلاً من بعض حاملي بطاقات «ما في البلد غير هالولد»!
فكرة مصرية أعجبتني، وهي صندوق لدعم الرياضة، بجهود مجموعة من رجال الأعمال، وهو عبارة عن صندوق استثماري حتى عام 2020، يتولى الإنفاق على الألعاب الفردية، كونها مصدر دخل لتخفيف العبء على الموازنة العامة للدولة.. والله من وراء القصد.