رحلة اليوم مع رجل يعتبر من أقدم رجال الإعلام الرياضي لأن رحلته مع إعلام الإمارات بدأت منذ 45 عاماً، حيث كانت بدايته في 12 - 8 ــ 1972، وهو يذكر هذه اللحظات التي عاشها ومازال مستمراً على رأس عمله حتى اليوم، أنه الرجل الذي مارس العديد من الأعمال، إذاعة وصحافة وتحكيم كرة قدم، ثم أخيراً في تلفزيون الشارقة مسؤولاً عن قسم الصوت.
أنه صفوت زكي من جمهورية مصر العربية الشقيقة، ولنترك له المجال أو القلم يحكي لنا هذه المسيرة الطويلة من العطاء، فمثل هؤلاء نريد أن نلقي الضوء على أدوارهم لأنهم شاركوا في مرحلة البناء والتأسيس.
يعمل بتلفزيون الشارقة وبدأت قصته مع الإذاعة التي يعتز بها، بل يعشقها من صميم قلبه، لأنه ومنذ وصوله لم يجد سوى الحب والعلاقات الإنسانية الرائعة من أبناء هذه الدولة، حيث أصبح له العديد من الأصدقاء بل الأخوة في كل مكان في الدولة.
يقول صفوت زكي: عند وصولي إلى أرض زايد الخير، بدأت رحلتي في البحث عن عمل، ولم يأخذ ذلك مني وقتاً طويلاً، حيث تم عمل اختبار لي في التربية والتعليم كمدرس رياضيات، لكن قلبي، ومن أول لحظة تعلق بالإذاعة وبمدينة الشارقة تحديداً، وبدأت العمل بالإذاعة في 25 - 1972 في قسم الصوت، فني صوت، وطبعاً كانت إذاعة الشارقة، تضم مجموعة رائعة من رجال الهندسة الإذاعية والإعداد والمذيعين، على أعلى درجة من الكفاءة، يتقدمهم سعيد عمارة مدير الإذاعة والزملاء مأمون النجار وأحمد حمزة، عبدالوهاب قتاية، عبد العال هندي، أحمد سالم ومحمد سالم الشامي، وثريا رمضان وتهاني رمضان، حسني عواد ناصر، وسمير عبدالتواب والمخرج الكبير حسين أبو المكارم، والكثير من الزملاء الذين كان لهم دور كبير في العمل الإعلامي.
وبعد اندماجي مع الزملاء بالإذاعة أصبحت رقم واحد في الاستوديوهات والإذاعة الخارجية، وكان المسؤولون يعتمدون علي في العديد من الأعمال، حيث كان الدوام الخاص بي يستمر لمدة طويلة، ويصل أحياناً إلى 18 ساعة وأصبحت أجيد هندسة الصوت بالإضافة إلى صيانة الأجهزة وغيرها من الأعمال الإذاعية.
برنامج الشباب والرياضة
ويكمل: أثناء هذه الفترة كانت لي هواية أخرى وهي إعداد وتقديم البرامج، حيث كان لي المساهمة في تقديم برنامج الشباب والرياضة مع عاصم دنانه ومع زميله أحمد عبد الرزاق، كما شاركت في تحرير مجلة الشارقة مع عبدالعال هندي وتحقيق إذاعي مع الزميل أحمد سالم، كما كنت أمثل الدولة في مهرجان الشباب العربي في بغداد عبر رسالة يومية صوتية إلى إذاعة أبوظبي والشارقة، تذاع على الهواء، كما أجريت أكثر من لقاء مع بعض الوزراء العرب والعديد من المسؤولين الرياضيين واللاعبين، وطبعاً لا أنسى اللقاء الخاص مع المعلق العربي المصري المرحوم محمد لطيف.
حيث اتصل بي وقتها المرحوم مصطفى كامل من اتحاد الكرة، وقال إلى إن محمد لطيف موجود بالاتحاد، وهناك فرصة لإجراء لقاء معه، وفعلاً ذهبت بمعدات الصوت وتم إجراء لقاء لمدة ثلاث ساعات، وكان بعنوان 50 سنة كورة، وتم إذاعة اللقاء في 13 حلقة.
وكانت فترة إذاعة الشارقة من أهم فترات حياتي لأني كنت استنشق عبير الإعلام في كل لحظة، كما كانت لي لقاءات وأحاديث مع صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، رجل الإعلام الأول، وكان حديثه دائماً يضع المنهج الإعلامي الصحيح، ليصل إلى المستمع بكل صدق وأمانة، وبأسلوب راقٍ يستفيد منه من يستمع إليه في حياته، لذلك كان عشقي للإذاعة من عشق هذا الرجل لها.
انضمام
وبعد انضمام إذاعة الشارقة إلى إذاعة أبوظبي، انتقلت إلى أبوظبي، وكانت فترة أخرى من العطاء، وكانت النقلة الثانية هي اشتراكي كلاعب كرة قدم وطائرة في النادي العماني الذي أصبح بعد ذلك نادي الشعب، ولعبت مع النادي مباريات في الشارقة فقط، حيث لم يكن هناك دوري بالإمارات، ولعبت في مركز حارس مرمى الفريق عام 72، تم كانت النقلة الكبرى إلى سلك التحكيم، وكنت أمثل الجيل الثاني من قضاة الملاعب، حيث كنت حكم درجة ثالثة ثم ثانية ثم أولى خلال عامين فقط وكانت البداية منذ عام 1974.
ويضيف: شاركت في العديد من المباريات من الناشئين إلى الدرجة الأولى، ومن ملاعب الرمل إلى الترتان ثم ملاعب الزراعة الطبيعية، وكنت مع الجيل القديم من رواد التحكيم مع فريد عبدالرحمن وجاسم الدوخي وأحمد البنا حسين ثابت ومحمد عبدالعليم أبو أشرف والعديد من الزملاء، وكان لي مع التحكيم العديد من المواقف، ومن أطرف هذه المواقف مباراة نادي الشارقة ونادي عمان رأس الخيمة على ملعب خورفكان في كأس صاحب السمو رئيس الدولة وانتهت المباراة 1/ صفر لصالح الشارقة، وتحول الملعب بعد المباراة إلى فوضى وتدخل رجال الشرطة.
ودخل ضابط شرطة بسيارة الشرطة إلى وسط الملعب، وأخذنا إلى مرور خورفكان، ومن هناك إلى شرطة الفجيرة، ومن هناك بسيارة إسعاف إلى شرطة الذيد، حيث كان بالانتظار ثلاث سيارات من شرطة الطوارئ إلى شرطة الشارقة، ووصلت إلى المنزل الساعة الثانية صباحاً، وعقب هذه الواقعة انتقلت للعمل في الصحافة الرياضية، حيث عملت بداية في صحيفة صوت الأمة ثم محرراً رياضياً في صحيفة الخليج، وكنت أتابع أخبار ومباريات نادي الشعب وعجمان وأم القيوين وتغطية أخبار هذه الأندية للصحيفة، وأتذكر زملائي القدامى وهم قتيبة عبد الله وعبدالمجيد جابر وكمال طه ومحمود شرف وفاروق راشد.
البث التجريبي
يقول الإعلامي صفوت زكي: جاءت مرحلة تلفزيون الشارقة والتي بدأت من 1989 مع بداية البث التجريبي، حيث بدأت تدريب العديد من الشباب المواطن، بجانب إعداد وإخراج برنامج قصة نادي، 18 حلقة حول بداية الأندية، وناقش البرنامج واقع ومشكلات الساحة الرياضية.
1972
حارس مرمى النادي العماني وحكم كرة قدم عام 74
13
حلقة إذاعية سجلها مع محمد لطيف
في برنامج 50 سنة كورة تحكيم وكتابة
يقول الإعلامي صفوت زكي: أجريت العديد من اللقاءات مع المسؤولين الرياضيين والمدربين واللاعبين، وكانت أهم مقابلة اعتز بها مع الدكتور غانم الهاجري لاعب نادي الشعب ومع أحمد رفعت مدرب الشارقة، وكنت أول حكم كرة قدم يكتب المباراة التي يقوم بالتحكيم فيها، بعد أن أدون الملاحظات أثناء المباراة.