نتواصل للعام السابع على التوالي، ونتناول هذه المرة عملاً توثيقياً آخر بالكلمة والصورة، فالذكريات تعني الكثير لكل إنسان، وتبقى عالقة بالأذهان على مر السنين، وصور الذكريات هي التي تجسد أصل وأساس الحكاية، لأنها تذكرنا بالأيام الجميلة التي نتمنى أن تعود إلينا من جديد.
«كانت أيام» جزء مهم في مسيرة الرياضة الإماراتية، يستعيد بعض التفاصيل الثرية التي حدثت خلال الحقبة الماضية التي نحكي فيها عن الأحداث والمناسبات التاريخية، ونلقي الضوء على الأشخاص الذين كانوا فاعلين في بؤرة الأحداث بصور مختلفة ومتنوعة، تنشر غالبيتها للمرة الأولى.
وترصد تاريخ رياضتنا طوال الخمسين سنة الماضية، فكثير من هؤلاء، الذين مروا علينا، كانت بصماتهم واضحة على رياضتنا، ولم يعد يتذكرهم الجيل الحالي، فمنهم من غيبه الموت، ومنهم من تقدم به العمر، لكنهم أسهموا إسهاماً فاعلاً في تقدم الرياضة الإماراتية ورفعة شأنها.
وعملوا بإخلاص وتفانٍ، ولم يستغلوا مناصبهم في تحقيق مكاسب شخصية، «كانت أيام»، هي فرصة لرد الجميل لكل هؤلاء، واحتفاء بالرموز لكي تكون قدوة ونبراساً في العطاء للجيل الحالي.
الإعلام الرياضي الخليجي بدأ من البحرين في ستينيات القرن الماضي، وكان صوت المعلق السفير محمد المعاودة سفير مملكة البحرين لدى الدولة حين ذاك، ينطلق من إذاعة البحرين، ويتألق كونه أول معلق رياضي، متزامناً مع مجلة «هنا البحرين»، والتي كان قد أصدرها ورأس تحريرها يرأسها المرحوم عبد الرحمن عاشير، يوم 8 ديسمبر من العام 1974 كأول مجلة تخصصت في الشؤون الرياضية.
محمد بن حمد صقر المعاودة وتاريخ ميلاده12 أكتوبر 1946 سفير المملكة لدى الدولة ورجل رياضي أصيل، حصل على شهادة الابتدائية بمدرسة المحرق، والثانوية من مدرسة الهداية الخلفية الثانوية ومدرسة المنامة الثانوية العامة 1967، ثم الدراسات العليا بكالوريوس تربية رياضية من المعهد العالي للتربية الرياضية بالقاهرة مايو 1972 من جمهورية مصر العربية.
سيرة السفير
وتقلد العديد من المناصب منها نائب محافظ المحرق، الأمين العام للاتحاد الرياضي للأمن العام، والأمين العام المساعد للجنة الأولمبية البحرينية، عضو الجنة الفنية للجان الأولمبية لدول مجلس التعاون الخليجي. وحصل على العيد من الأوسمة منها وسام الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة من الدرجة الثالثة صادر بمرسوم ملكي بتاريخ 15 مارس 2000.
ووسام الكفاءة من الدرجة الأولى صادر بمرسوم ملكي تاريخ 16 أكتوبر 2002. وحصل على أنواط الخدمة الطويلة في مجال الأمن العام، صادر بقرار من وزير الداخلية 2 أكتوبر 1990. شهادات التقدير: هيئة إذاعة وتلفزيون البحرين للمشاركة الفعال في تأسيس الإذاعة، وذلك بمناسبة مرور (40) عاماً على تأسيسها 20 ديسمبر 1995.
الاتحاد الرياضي العربي للشرطة وحصل على شهادة تقدير للمساهمة في تأسيس الاتحاد وتقديراً للجهود المخلصة في دعم مسيرة الاتحاد يوم 7 مارس 2002، وشهادة تقدير من اللجنة المنظمة العليا لدورة كأس الخليج الرابعة عشرة 30 أكتوبر 1998، وشهادة تقدير من اللجنة الأولمبية تقديراً لجهود المتميزة في تمثيل مملكة البحرين في المحافل الدولية.
الانطلاقة الحقيقية
وكانت الانطلاقة الحقيقية للإعلام الرياضي في خليجي 6 بأبوظبي عام 82، وعلى يد قيادي بحريني أيضاً، هو القامة الكبيرة، الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة، العاشق للرياضة، والذي يعشقه جميع الرياضيين، وكانت البداية الحقيقية مفهوم الإعلام الرياضي، حيث بدأ التنافس بين أجهزتنا الإعلامية. وأرى أن يتحلى الإعلامي الرياضي بالرقابة الذاتية في أدائه، وأن يكون لديه وعي ودراية بالقوانين.
عيسى بن راشد
يبقى الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة الشخصية الرياضية الخليجية الوحيدة التي عاصرت دورات كأس الخليج العربي لكرة القدم منذ انطلاقتها عام 1970 بالمنامة، فقد شاهد جميع الدورات حتى الآن، وقد تعلمنا منه الكثير وكان صديقاً لكل الإعلاميين يستقبلنا بكل حب وتقدير.
ولا يمل ولا يكل من كثرة الأسئلة التي دائماً تحاصره فهو شخصية إعلامية رياضية من الصعب أن تتكرر في الساحة الرياضية، فقد عملت معه في اللجنة الإعلامية للاتحاد العربي لكرة القدم التي كان يتولى رئاستها وعايشته عن قرب وعرفت عنه الكثير، فالرجل إنسان بكل ما تحمله الكلمة من معان، بوعبد الله مدرسة تستفيد منها الأجيال لما يعرف عنه من فكر وسعة صدر وخبرة واسعة اكتسبها طوال 40 عاماً في مجال الرياضة.
هرم الصحافة البحرينية
ذاكرتي تقف دائما عند شخصية اعتبرها هرم الصحافة الرياضية البحرينية وعلما من أعلام الرياضة البحرينية والأكثر تأثيرا في حياة الزملاء في البحرين، أنه المرحوم عبدالرحمن عاشير مؤسس أول مجلة رياضية في البحرين والخليج العربي «مجلة الرياضة» في فترة زمنية كان الناس والرياضيون لا يدركون أهمية هذا الإصدار الصحافي الذي ساهم بشكل بارز في تطوير الرياضية البحرينية.
كتب فيها ”عشق الرياضة لم يمنع عاشير من المغامرة في عالم الصحافة فمع نهاية الخمسينيات كانت كل صحف البحرين قد توقفت، وأصدر مجلة دورية تحت عنوان (دليل البحرين التجاري) العام 1956، وبجانب هذا الدليل عزز عاشير من اهتمامه بالرياضة والصحافة معاً بالريادة في ما يعرف بـ (الصحافة الرياضية) فقد أصدر في 8 ديسمبر 1974 العام مجلة رياضية أسبوعية اسماها (الرياضة) لتكون أول مجلة متخصصة في هذا المجال”.
في كل بيت
مجلة «الرياضة» دخلت في كل ناد وفي كل بيت وكانت قبلة الرياضيين الأولى مطلع كل أسبوع بسبب خلو الساحة من منافسة التلفزيون والإذاعة وحتى الصحافة المحلية مثل ما هو موجود في وقتنا الجاري. فالمجلة سلطت الضوء على دوريات كرة السلة والطائرة واليد وبعض الألعاب الفردية التي كانت تفرض مكانتها في ذلك الزمن مثل العاب القوى والسباحة وكرة الطاولة وهي اللعبة التي كانت حاضرة في كل ناد من أندية القرى والمدن.