بقلم : محمد الجوكر
ــ اليوم.. يوم استثنائي، حيث يتجمع أول منتخب مثلنا خارجياً، بدعوة من الزميل المحلل الرياضي ولاعب المنتخب والنادي الأهلي سابقاً محمد الغراب، وهي مبادرة كريمة تأتي مع مستهل الموسم الرياضي الحالي، احتفاء بالرعيل الأول للكرة الإماراتية، في لفتة طيبة تسجل للأخ «بوسعيد»، في أنه سيجمع هذه النخبة من لاعبينا القدامى، لأول مرة، منذ 47 عاماً، عندما كانوا ضمن منتخبنا الوطني المشارك في دورة كأس الخليج العربي لكرة القدم، التي أقيمت بمدينة الرياض السعودية عام 72، ومع مطلع تأسيس اتحاد الكرة بالدولة، وقبلها كانت هناك بطولات كروية، تنظم على مستوى المناطق، ولكن مع قيام الدولة، تغير الوضع، وأصبح العمل أكثر تنظيماً، وفرضنا أنفسنا مع توالي الأيام والسنين على الخريطة الدولية، وكانت تلك المشاركة الأولى لمنتخبنا الكروي خارج الحدود، بعد غيابنا عن الدورة الأولى عام 70 بالمنامة.
ـــ أتذكر بعض المواقف التاريخية والقصص والروايات والحكايات، من دورات كأس الخليج، التي نعتبرها عرساً رياضياً، لها وضعها الخاص، وللتاريخ أقول، مثلنا في الرياض أول منتخب على مستوى اللعبة، وكانت البعثة وقتها تضم الإداريين أحمد المدفع وجمعة غريب وأحمد التاجر والطبيب ميرزا الصايغ، أما قائمة اللاعبين، شملت كلاً من: أحمد عيسى، إبراهيم رضا، سهيل سالم، جاسم محمد«الفار»، ناصر حمد، عبد الرحمن العصيمي، رجب عبد الرحمن، مسعود عبيد، يوسف حاجي، د.حمدون، محمد الكوس، عوض مبارك، سالم بوشنين، زيد ربيع، يوسف محمد، صالح موسى، الراحل جمال موسى، مبارك بالأسود، عبد الله خليل، والأخير تعرض للإصابة، قبل الدورة بأيام، كما ضمت البعثة المدرب المصري الراحل محمد صديق «شحته»، أحد نجوم فريق الإسماعيلي والمنتخب المصري في الستينات، وللعلم فإن شحته هو أول مدرب متفرغ استعان به الأهلي الإماراتي، في عهد ناصر عبد الله بن حسين لوتاه رئيس مجلس إدارة الأهلي في السبعينات، ونعود بالذاكرة لنسرد نتائجنا في بطولة الخليج بالرياض، فقد فزنا على قطر بهدف سجله سهيل سالم في الدقيقة 21، وهو الهدف الوحيد لنا في الدورة، وكان من المشاهد التي لا تنسى، وخسرنا أمام السعودية صفر/4 وأمام الكويت صفر/7 وأمام البحرين صفر/2، وبعد قرار اللجنة المنظمة للبطولة، بشطب نتائج البحرين، تم اعتماد فوزنا عليهم، فكان الانتصار الثاني، وصعد لاعبونا منصة التتويج، بحصولنا على المركز الثالث، وتسلمنا الميداليات البرونزية، من الراحل الملك فهد بن عبد العزيز، وكان نجله الأمير الراحل فيصل، هو من قام بالتوقيع على بطاقات اللاعبين، وفي النهاية، لا يبقى إلا أن نقول شكراً لـ «الغراب» تلك اللفتة الإنسانية الطيبة!..والله من وراء القصد.