بقلم - محمد الجوكر
يظن الكثيرون أن كتابة المذكرات يفعلها الرؤساء والمشاهير فقط؛ وأنا أخالفهم الرأي، فليسوا وحدهم الذين لديهم مسيرة وتستحق التوقف عندها والاحتفاظ بالذكريات والأحداث الهامة التي تخص الوطن، ماضيه وحاضره ومستقبله، ونصيحتي حتى لا تضيع ونحن ننتظر خمسينية الدولة لكتابة المذكرات.
فمن لا يمتلكونها أو لا يجدون الوقت لفعلها، أدعوهم للتفكير بأن تتولى جهات وطنية لديها الاستعداد للقيام بهذه الأدوار، بعد أن أصبحت كتابة المذكرات ضرورة لحماية مكاسبنا، فهي كنوزنا، فبالكتابة الصادقة نستطيع جني فوائد للوطن ومستقبله التاريخي.
نرى الآن عبر البرنامج الوثائقي التلفزيوني الرائع عن مسيرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بعنوان «قصتي»، وهو نتاج كتاب لسموه، فهو من خيرة البرامج التوثيقية التي تقدمها قناة دبي.
قرأت بعض الروايات والحكايات التي تصلح لعمل أعمال متلفزة مفيدة للمجتمع، وهناك جانب آخر لفت انتباهي هو تشكيل الهيئة الإدارية لجمعية المهندسين منتصف الثمانينيات برئاسة الوزير عبيد الطاير، لو نتعمق في الأسماء نجد أن جميعهم من المهندسين وحاملي الشهادات العليا في نفس التخصص.
الرجل المناسب في المكان المناسب قبل 35 سنة، فليتنا نتعلم ونطبق ذلك، وأخص بالذكر مكانين لهما أهمية كبيرة عندي، هما الإعلام والرياضة، كلاهما وجهان لعملة واحدة، فهل نحن نضع الأفراد في مكانهم المناسب بعلمهم وبشهاداتهم أم بعلاقاتهم وارتباطهم !!..
أدعو لضرورة البحث وكتابة مذكرات تاريخ رجال الوطن، خاصة الرعيل الأول، الذين أثبتت الأيام بأنهم الأفضل، ونبحث فيه لنزيد مساحات الفرح بأعمالهم ونعيش مجدداً الماضي الجميل عندما نقرأها لتحسين معنوياتنا بالكتابة الأمينة، فهي جزء من حياتنا وجزء من رصيدنا من النجاحات، وكنوز من الخبرات لكي ننقلها لجيل اليوم والأجيال القادمة !.. والله من وراء القصد