بقلم - محمد الجوكر
زيارة الأهلي القاهري حالياً للدولة، ذكرتني ببعض المواقف والمشاهد الرياضية، ومنها التعليق الكروي، حيث تميزت تلك الحقبة بذكريات زمان الجميلة والأيام الحلوة، فالتعليق الكروي، في بداياته، انطلق مع مطلع السبعينيات، قبل استقلال دولنا من الاحتلال البريطاني، حيث كان النقل يتم عبر الإذاعة من الملاعب الرملية، بواسطة الميكروفونات، التي كانت تنقل ويسمع اللاعب اسمه، ويقوم بتقديم المهارات والاستعراضات، حيث كانوا يستمتعون بأصوات المعلقين، وكان هناك العديد من الأسماء الجميلة من أصوات المعلقين المصريين في ملاعبنا، نتذكرها، أمثال عبدالمنعم رضوان وفاروق راشد ومراد رفعت، وكان أول من علق في الدوري الكروي المصري هو محمود بدر الدين، الذي قام بالوصف التفصيلي عام 1948، في الإذاعة مع صفارة أول مباراة في الدوري العام بصوته، وهو صاحب فكرة المسابقة، وأول سكرتير عام لاتحاد الكرة،
وأذكر أن عدداً من المدرسين المصريين الذين جاؤوا للعمل هنا، حيث كان يتم انتدابهم كمدرسين خلال فترة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، تتم الاستعانة بهم في السكرتارية الفنية بل كانوا ديعلقون على بعض المباريات واللاعبون يستمتعون بأصواتهم وهم يبدعون ويقدمون كل ما لديهم، والرعيل الأول خزائنهم كثيرة بالذكريات!
وأتذكر في بداية السبعينيات، ومن خلال المتابعة عبر بعض الصحف النادرة والمجلات الرياضية التي اشتهرت في تلك الفترة، تأتينا من عدد من الدول العربية، كانت مرجعنا الوحيد لمعرفة أخبار الرياضة العربية وصحافتها، وبالأخص كرة القدم، ونحن في المنطقة، تعلقنا بالرياضة المصرية، حيث لعبوا هنا بالمنطقة ورافقهم عدد من النقاد الذين أنجبتهم الصحافة المصرية، وقادوا الإعلام الرياضي في بلدهم، ونقلوا خبراتهم إلى عالمنا العربي، ومن الذكريات أيضاً، أنه رافق الأهلي القاهري عام 75 شيخ المعلقين العرب الكابتن «لطيف» الذي قام بنقل المباراة على الهواء عبر إذاعة دبي، بل شارك في إعداد وتقديم 11 حلقة تم تسجيلها، وأذيعت بإذاعة أبوظبي بعنوان «الكرة أجوال»، وهؤلاء النخبة لا ننساهم، فقد ساهموا في وضع اللبنة الأولى للتعليق الكروي، ليس فقط في الإمارات، بل في جميع دولنا بالمنطقة، واستفادت منهم الكرة العربية والإعلام الخليجي عامة والإماراتي وخاصة في العمل كسكرتارية فنية، قبل ولادة اتحاد الكرة على مستوى الدولة، حيث كانت تلك الفترة، اتحادات الكرة، فرعية موزعة على مناطق دبي وأبوظبي والشارقة ورأس الخيمة، وكل له رئيس وهيئة كروية تشرف على النشاط الكروي.. والله من وراء القصد