بقلم : محمد الجوكر
أغلقت فترة الانتقالات الشتوية، وطارت الطيور بأرزاقها، ودفعت الأندية ثمن أخطائها، بتعاقدات جديدة، وزادت من عدد اللاعبين الأجانب بدورينا، حتى أصبح النادي الواحد يلعب له ستة لاعبين أجانب، تصرف عليهم ثلاثة أرباع موازناتها، والسبب هو الفوز بدرع الدوري في سباق غريب وعجيب، في وقت الكل يشتكي فيه من قلة الموارد، ولكن في دفع الامتيازات للاعبين الأجانب تكون الأموال متوفرة، وبصراحة الوضع حرج، إذا كان هذا حالنا، فالأندية لا تفكير لا تخطيط، الكل يجري وراء الوهم، وكأن الأندية وجدت لكرة القدم فقط، بينما النادي، مكان لحماية أبنائنا من المخاطر التي تواجهنا نتيجة الغزو الثقافي والإعلامي من كل صوب، وأرى أنه كلما زادت الأندية، كلما زاد عدد المنتسبين، فالرياضة أسلوب حياة، ولا يجوز التفريط بجيل المستقبل، بسبب فريق للكرة، لم يفز، ويخسر بالأربعة أو بالخمسة، لا بد أن نتعامل مع الواقع والمنطق، حتى لانظلم أولادنا، نقول ذلك في وقت دخلت فيه الرياضات الأخرى «غيبوبة النسيان»، وعلمتنا التجارب أن هناك المئات من الصغار، خارج منظومة الأندية الرياضية، وهذه أكبر خسارة، إذا لم نضع لها الحلول، فهل فكرنا في دراسة هذه الأزمة؟!، أم نحن مشغولون بالأجانب الستة!!، الساحة اليوم تشكل فوضى كروية،
ولا بد من اتحاد الكرة الجديد، أن يضع حداً لما يحدث، وللأسف تخرج بعض الأصوات، تدعو لدمج الأندية الكبيرة، ومثل هذا تحريض خطير، لا بد أن ننتبه إليه، فليست الأمور تعالج بهذه الطريقة، إذا كنا ننشد المصلحة وليست الإثارة!، فالإصلاح في أبنائنا، وليس في الأجانب، وهذا ليس ضرباً من الخيال لتحقيقه، إذا كانت لدينا رؤية استراتيجية، انقذوا الوضع الرياضي قبل أن ينهار!!.. والله من وراء القصد.