بقلم : محمد الجوكر
تزخر ذاكرة الرياضة الإماراتية بالكثير من الإنجارات الكبيرة والبطولات العالمية التي رسمها أبناؤنا في مختلف المحافل، ولكن للبحر حكاية، فمثلما كان شاهداً على حياة الآباء والأجداد في الماضي مصدراً للرزق والخير الوفير، وبمثابة المعين الذي لا ينضب أبداً، عاش أبطالنا قصص التفوق في أعالي البحار، خير سفراء لنا، يتقدمهم نجوم مؤسسة الفيكتوري تيم، مع بدايات الظهور الأول لأسياد البحار، في التسعينيات، حيث عرفهم العالم، من صولاتهم وجولاتهم هنا وهناك، وتركوا بصمة في عالم سباقات الزوارق السريعة، وما زلت أتذكر لحظات فوز خلفان حارب أول من وضع يديه على الألقاب العالمية عام 1993، ليفتح الباب على مصراعيه لأبناء الوطن، فجاء من بعده سعيد الطاير وعلي ناصر بالحبالة ومحمد المري وعلي القامة، الذين صنعوا انتصارات عالمية، وأصبحوا أبطالاً للعالم في هذه الرياضة الصعبة، ومن بعدهم جاء جيل من الشباب ليكملوا المسيرة ويصبحوا أبطالاً، ولا ننسى أيضاً تضحيات أبناء الوطن في سبيل رفع رايته، حيث تختزن الذاكرة، عطاء من رحلوا عنا، وضحوا بحياتهم ومنهم «بوهليبه والروم»، رحمهما الله، وتلك الأيام لا تنسى.
وطافت تلك الانتصارات بخاطري، وأنا أتابع بإعجاب شديد، الفوز الأخير لسفراء الرياضة البحرية، في رحلاتهم إلى أمريكا، بلاد (العم سام) البعيدة، وسعدت كثيراً وهم يأتون بلقب عالمي جديد، رغم بعد المسافات، ليسعدوا شعبنا وقيادتنا التي لا ترضى إلا بالرقم واحد.
■ وجاء الانتصار الأخير للفيكتوري تيم ليواكب إنجازاً عالمياً تاريخياً، تمثل في وصول أبناء الإمارات إلى الفضاء، ليبهر أبناؤنا الجميع في كل أنحاء وأرجاء المعمورة، فشكراً مؤسسة الفيكتوري تيم، التي تجاوزت أرقامها القياسية، ما عجزت عنه كبريات المؤسسات، ونشد على أيدي مجلس إدارة الفيكتوري تيم برئاسة حريز المر، وزملائه، على اللمسات والخطط التي أثمرت الحصاد الوفير في عام 2019، والفوز باللقب العالمي للزوارق السريعة للفئة الأولى، عبر تألق الثنائي العالمي سالم علي العديدي وعيسى آل علي، وترجم الفوز الأخير في أمريكا، حقيقة إن الهدف هو انتشار اسم الإمارات في كل المحافل، وبالفعل حققت المؤسسة، الترويج الأمثل للدولة في هذا الأمر، من خلال وجود زوارقها في كافة بطولات العالم، وتسجل إنجازات لافتة، تجد انتشارها الواسع في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط، وتكون عنواناً للفرح والسرور، ونبارك للأبطال النصر العظيم وننتظر المزيد.. والله من وراء القصد.