بقلم : محمد الجوكر
الفكرة السعودية التي طُرحت مؤخراً عن مشاركة أندية من ثلاث دول خليجية، هي الكويت والبحرين والإمارات في الدوري السعودي لكرة القدم الموسم المقبل، أثارت جدلاً واسعاً، ما بين مؤيد ومعارض ومتحفظ، وأصبحت مثيرة للاهتمام، لأنها فكرة جريئة، تحتاج للدراسة، ويرى البعض أنها ذات فائدة فنية ومعنوية، أكثر من المردود الاقتصادي، وبالطبع، تتطلب المزيد من الدراسة واللقاءات بين جميع الأطراف، لتنفيذها بالشكل الأمثل، الذي لا يتعارض مع الأنظمة المحلية والدولية.
ويرى آخرون أنها فكرة تحتاج لأمور لوجيستية وتشريعية، وليس فقط بموافقة من الاتحادين الدولي والآسيوي للعبة، وهنا، نحتاج إلى مزيد من الوقت للدراسة من كل الجوانب الفنية والإدارية، فالفكرة هي أن النادي الذي سيشارك في الدوري السعودي، سيشكّل فريقين، أحدهما يلعب هناك، والآخر ينافس محلياً، وإلى الآن لم يطرح اسم ممثلنا في البطولة المنتظرة، وعندما سألت أحد أصحاب القرار في المؤسسة الكروية، قال بالحرف الواحد، لم نتلقَ أي شيء رسمي بذلك، ولو تلقينا سنشكل لجنة لدراسة الأمر، واتخاذ القرار الذي يناسبنا، وإن كنت أتوقع المشاركة، فالرغبة موجودة لدى الأسرة الكروية المحلية، لكننا بحاجة إلى تبصير الفكر، لكي ترى الفكرة النور، وتعرف الأندية موقفها من كافة التفاصيل.
لا شك إنها كما قلت أثارت الاستغراب لشريحة من الرياضيين، عن هذه الخطوة، ولهم أسبابهم العديدة، لأنها فكرة فريدة غريبة علينا في الشرق الأوسط، لم تعتد عليها المنطقة العربية، وفي الواقع، كما قرأت عنها، موجودة على أرض الميدان.
فهي مطبقة منذ عشرات السنين في عدد من دول العالم، والأندية التي تنافس في دوري لا يتبع اتحادها الكروي، تُطبِّق عملياً فكرة المنافسة المزدوجة في بلادها وفي الخارج، بفريق رديف على سبيل المثال، كما يعمل به نادي ألبيريكس نييغاتا الياباني، الذي فاز فريقه الرديف بلقب الدوري السنغافوري آخر 3 مواسم، وللعلم.
فإن مشاركة أندية في دوري لا يتبع اتحادها الكروي، أمر مسموح به من الاتحاد الدولي للعبة (الفيفا)، وتطبقه حتى أعرق الدول في عالم كرة القدم، مثل ألمانيا وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا وإنجلترا، ولو نتناول أيضاً بعض فرق القارة، تعد سنغافورة رائدة في هذا المجال.
إذ إن دوريها وكأسها المحليين، يضمان حالياً فريقين أجنبيين، هما ألبيريكس نييغاتا الياباني منذ 2004، ودولي بنغيران مودا ماهكوتا من بروناي، منذ 2009، وفريق نييغاتا هو الفريق الرديف للنادي الذي ينافس في اليابان أيضاً، وقد فاز هذا الفريق، وجميع لاعبيه يابانيون عدا اثنين من سنغافورة، بلقب الدوري السنغافوري، وكأس الرابطة العام الماضي، وإلى يومنا هذا، ولكنه لا يمثلها في المسابقات الآسيوية.
والجدير بالذكر، أن منتخب الشباب الصيني، يلعب حالياً بدوري الدرجة الرابعة في ألمانيا، لاكتساب خبرة من أجل المنافسة في كأس العالم مستقبلاً، ومثله ستفعل الهند قريباً، وأما القارة الأوروبية، فإن التجربة، تُعَد قديمة ورائجة، في الجزر البريطانية، إذاً، من سيكون صاحب المشاركة الأولى؟!.. والله من وراء القصد.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن البيان