بقلم - محمد الجوكر
عشنا أياماً جميلة، مع أحداث العرس القاري، وودعنا نهائيات كأس آسيا، لنبدأ اليوم فتح حلقة جديدة من الملفات على مصراعيها، عقب الاتهامات المتبادلة، كل يرمي بسهمه في مرمى الآخر من مسؤولين عن الكرة الإماراتية، في ظاهرة خطيرة، تتطلب الوقوف عندها، هكذا هي أساليبنا، نفتح العيون علينا، وننشر غسيلنا في الهواء، ليتوه الشارع الرياضي، ولا يعرف أين الحقيقة الكاملة، فبعيداً عن التنظيم الرائع الذي أشاد به الجميع، شهدت البطولة تنافساً كروياً مثيراً بين الفرق الـ 24، وهي أول مرة تقام فيها البطولة بهذا العدد القياسي من المنتخبات، في تظاهرة كروية هي الأولى من نوعها، التي شهدتها الملاعب الثمانية، التي أجريت عليها استحداثات ومرافق جديدة، من أبرزها تحفة استاد أل مكتوم، فقد كانت البطولة شاهداً على أجواء الإثارة والمفاجآت، والحضور الجماهيري الذي وصل عدده قرابة الـ 700 ألف متفرج على مدار 28 يوماً، وهي فترة صعبة وطويلة، تتطلب المزيد من الإمكانات، لا تتوفر في عدد من دول القارة إلا بعضها، منها بلادنا، ولله الحمد، لإيمان قادتنا بدور الرياضة، وعلى الصعيد الفني، تلاعبت بعض المباريات بالأعصاب، وزادت التوترات، ربما مباراتنا الأخيرة، التي أطاحت بحلمنا الأكثر قسوة علينا، لأننا منينا بخسارة ثقيلة، لم نتوقعها على الإطلاق.
مع صافرة نهاية المباراة الختامية أول أمس، ودّعنا الحدث، بحضور قادة الكرة دولياً وقارياً، لنبدأ صفحة جديدة من دراسة تقييم الملف كاملاً من كافة الأوجه، ومن كل الجوانب الإدارية والفنية، لكي نتعرف إلى موقع الخلل، ولا نترك الأمر يمر بسهولة، ولا نقبل أن نتبادل الاتهامات على الهواء، فالرياضة اليوم تفتقد الحكماء للأسف، فالحكمة مطلوبة، والعقل متزن، لكي نقول ماذا نريد أن نقول ونتكلم، وتبقى النتائج والأرقام في سجلات البطولة التي انطلقت عام 1956 بكوريا الجنوبية، حيث أسدل الستار على النسخة الأخيرة بمدينة زايد الرياضية، في مشهد تكرر للمرة الثانية، بنفس المسرح، بدأت بنفس المكان 5 يناير الماضي، وحتى آخر مباراة أول من أمس، على الملعب نفسه.. فقد ودّعنا العرس الآسيوي «بمره وحلوه»، وعلينا أن نبدأ بتشكل لجنة من المعنيين من ذوي الاختصاص، ليتها تكون من خارج الأعضاء الحاليين، لكي تكون الدراسة صحيحة وموضوعية، ونشكلها على الفور، فما صرف يقدر بالمليار، وهي الميزانية التي خصصتها الدولة في دعمها مسيرة التنمية والرياضية، فالرقم كبير، ويحتاج لفريق عمل من ذوي الاختصاص لتقييم هكذا بطولات كبيرة.
فتح الملف يحتاج إلى تركيز وقراءة متأنية ودراسة، وأرى أن الجهات التي شاركت في التنظيم والاستضافة عديدة، تصل إلى أربع هيئات رسمية، هي المجالس الرياضية الثلاثة، ومعها من بعيد اتحاد الكرة، ونريد تقديم ورقة عمل واحدة مشتركة، تبدأ خطواتها من اليوم، بعد الانتهاء من «المولد»، لكي تقدم للجهات الأعلى، وتعرض على الرأي العام والإعلام، من خلال لقاء أو مؤتمر أو ندوة موسعة، لكي يطّلع الوسط الرياضي إلى أين وصلنا في هذا المحفل القاري، قبل أن نفكر ونقوم بتنظيم أحداث أخرى، فنحن في عصر الاحتراف والشفافية، والكل سيرحب بمثل هذه الخطوة الصحيحة!!.. والله من وراء القصد.