بقلم : محمد الجوكر
الحديث يدور هذه الأيام، حول تباطؤ نمو عالمي أكبر وأكثر مما حدث عند حلول الأزمة المالية العالمية سنة 2008، فالصين، وهي المستهلك الصناعي الأول في العالم، أعلنت عدة مرات، عن وجود انخفاض في الحركة الاقتصادية، وتتحدث الأوساط العالمية الاقتصادية، عن انهيار كبير قادم، و«العبد لله»، لا علاقة له، لا بالاقتصاد، ولا بالبترول، ولا بالأسهم، ولا بالمعاملات التجارية والعقارية، ولا أعرف القيمة السهمية ولا السوقية، ولا التداول ولا الاكتتاب، وغيرها من المسميات، وأتوقف عند التحقيق الصحافي المميز، الذي نشره الزملاء بالقسم الرياضي، وأعده المبدع عدنان الغربي، من خلال حوار أجراه مع رجل المال والاحتراف، إبراهيم الفردان، وأثار انتباهي نقاط في غاية الأهمية، تبين مدى الصرف والبذخ الذي نصرفه على كرة القدم فقط، على مستوى الفريق الأول بالأندية المحترفة الـ 14، بينما الألعاب الأخرى «ميتة جوع»، ولا تصل نسبة 5 % ما تصرفه الأندية على الكرة، حيث الصرف واضح وخطير.
والأرقام التي كشفتها «البيان»، تحتاج إلى تدخل سريع لما نصرفه، وعلينا أن نفكر أو نحاسب أنفسنا، فهل يمر مرور الكرام، كما جرت العادة، ونتفرج ونشاهد ونقرأ، فما يحدث أمر يتطلب الإسراع فوراً، بتشكيل لجنة عليا من كافة الجهات المعنية بالدولة، رياضية ورسمية، وأخرى تناقش الوضع وتدرسه من كل الجوانب، وتجد الحلول، لأننا فعلاً، نعاني عجزاً في الفكر الإداري، ومن يقودون المحترفين «هوامير»!!، لا بد من التغيير والتطوير والإصلاح، قبل فوات الأوان، ويعتقد البعض أن النجاح والكسب، هو أن تفوز ببطولة بنصف مليار، وهذا أمر خاطئ، فليست الرياضة هكذا، فهي فوق ما نتصور، وبالتالي، أنقذوا رياضتنا وشبابنا، قبل أن تتدهور الأمور، وقد تدهورت فعلاً في بعض الأندية الكبيرة، التي لم يعد لها متنفس، وهذا مفهوم خاطئ لدورها، تعالوا معاً لتروا من يأتي إلى الأندية، أو من يجلس فيها، لا يتجاوزن عشرة أفراد في كل نادٍ فقط، يجلسون في مكانهم المعتاد منذ ثلاثين عاماً، والنشاط الفعلي، مجرد تدريبات للفرق، لمدة ساعتين أو ثلاث، وللأسف، تغلق أبواب بعض الأندية لـ «القاعدة»، فهل هذه رياضة، نريد أن نحقق فيها نتائج وميداليات في الدورات المعتمدة، أرجوكم لا تضحكوا علينا!!
وما أريد أن أصل إليه، هو أن ما يحدث حالياً من صرف على الكرة، يجب أن يعاد النظر فيه من كل الجوانب، بمشاركة المختصين والاستشاريين، في عملية ضبط الإنفاق على تلك اللعبة التي تأكل «الأخضر واليابس»، والموضوع كبير ومهم، وبحاجة إلى أناس متخصصين، وما نُشر من حقائق، ليس مبالغاً فيه، ولا تستغربوا من الأرقام في التحقيق الصحافي، فالأرقام لا تكذب، وإنما هي مخيفة، تدعونا للقلق!!.. والله من وراء القصد.