بقلم : محمد الجوكر
ضاع الحلم المونديالي، رغم توافر كل شيء لمنتخبنا الوطني، لم يتوافر لأي منتخب آخر مثّل الدولة منذ نشأتها، فعندما كان اللاعبون «هواة» تأهلنا، وعندما «شبع» اللاعبون وأصبحوا يلعبون بالفلوس لعب، ضاعت هويتنا، هذه الجملة باختصار، أبدأ بها مقال اليوم، قبل الراحة الإجبارية لعدة أيام، وأقول لقد فك منتخب أستراليا، «نحس» التعادلات، بفوزه المستحق علينا، وتقلصت آمالنا، وتحطمت بالمنافسة على المركز الثالث، وفي المجموعة ذاتها، عززت السعودية صدارتها، وانتصرت بالعزيمة على العراق بهدف، لتعزز من التأهل الخامس، إلى نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا، فيما اليابان جددت آمالها بالتأهل مرة سادسة على التوالي، وأمام هذه النتائج، جاءت استقالة المدرب مهدي علي من تدريب الأبيض، عقب خمس سنوات، ليطوى هذه المسيرة، والصفحة التي كانت بيضاء على مستوى النجاحات التي حققها مع المنتخبات الوطنية كافة ولا أحد يستطيع نكران ذلك.
لقد تعرض المهندس مهدي للعديد من الانتقادات من مختلف الأطراف، إعلامياً وجماهيرياً، وحتى إدارة الاتحاد، اختلفوا في ما بينهم، وبدأت تبادل الاتهامات، كل يرمي على الآخر مسؤولية استمرار الجهاز الفني، والذي قام بتجديد عقده في عهد مجلس السركال حتى عام 2018، وأصبح المجلس الحالي، برئاسة بن غليطة في حيرة من أمره، لم يستطع اتخاذ أي خطوات، تجاه مدرب سيرته مضيئة بالإنجازات، وهذا أمر طبيعي لأي مجلس يأتي، ومنذ انتهاء مباراتنا مع العراق في دور الذهاب، خرجت رائحة الاستقالة، والتي لم يتم التعليق عليها حتى الشهر الماضي، حين خرج رئيس الاتحاد والمدير الفني في مؤتمر صحافي، تم خلاله نفي هذه الاستقالة، وازداد موقف التناقض بينهما، ووضع اتحاد اللعبة في موقف عجيب، وزادت من حدة الضرب تحت الحزام، لإنهما فتحا باب النار عليهما، وهذه قلة الخبرة في التعامل، مع هكذا مواقف ومشاهد!!، ولا أخفيكم، لو كان لدينا رؤية استراتيجية، لأجلنا انتخابات الكرة، لحين الانتهاء من التصفيات، حتى لا يحدث تصفية حسابات، وندخل في «حيص بيص»!!، كما نلاحظ الآن، الكل يتهم الآخر، لأننا فعلاً بدون هوية وتخطيط، فالأمور ماشية بالبركة!!
وفي حقيقة الأمر، وبعيداً عن العاطفة، كشفت الهزيمتان الأخيرتان، مدى التراجع الذي أصابنا، بالإضافة إلى أن منظومة العمل الكروي، تتطلب أيضاً تغييرات جذرية، حتى نستطيع أن نحافظ على الفريق، فأمامنا استضافة نهائيات آسيا ولا نريد أن نتفرج، فالبطولة سنستضيفها، ولا نقبل سوى اللقب، حتى تعود كرتنا من جديد، لم أتوقع أن تنتهي علاقة العسل بين الاتحاد والمدرب الوطني بهذه الطريقة، ولا أدري، كيف كان الوضع في رحلة العودة؟، ولماذا لم يتأخر في الاستقالة، حتى العودة والجلوس والاستئذان بطريقة حضارية، مع من أعطاه الثقة من قادة الرياضة، فالأسلوب لم يعجبني يا «بوخالد» في الرحيل بهذه الطريقة، وكان يفترض أن يتحدث أولاً عن أسباب الخسارة، والمباراة فنياً، وبعد العودة، يقدم تقريراً متكاملاً مرفق معه الاستقالة، عبر اجتماع رسمي، وبطريقة «بروتوكولية» صحيحة، أفضل مما ما فعله، فالرحيل ليس مكانه قاعة المؤتمرات الصحافية!!.. والله من وراء القصد.