بقلم : محمد الجوكر
الكرة في أي بلد من بلدان العالم، تمثل العنوان الرئيس للرياضة بوجه عام، لما لهذه اللعبة الشعبية من أهمية خاصة لدى الحكومات والشعوب، حيث تلعب دوراً كبيراً في التقارب، وترابط العلاقات بين الدول، نظراً لمكانتها وعشقها الكبير لدى كافة شعوب العالم، والكرة في أي موقع، تعتبر الأب الشرعي للأندية.
ولهذا، نجد حالياً على صعيدنا المحلي، الكل يسعى جاهداً من أجل تطوير برامجه ونشاطاته ومسابقاته، وتكثيف علاقاته الخارجية هذه الأيام، ونجد مظاهر إيجابية مشجعة، تدعو إلى التوقف عندها، منها، على سبيل المثال، بطولة العالم للأندية 2018، التي تنظمها الدولة، وتنطلق منافساتها غداً في العاصمة أبوظبي، بمشاركة فريق العين زعيم الكرة الإماراتية، وستكون الأنظار مسلطة عليه في الساعات القليلة المقبلة، وبالتالي، الكرة هي أم الرياضات، والجميع يعلم مدى أهميتها.
فإذا كان لديك فريق قوي تفتخر به، تستطيع بقية الألعاب الأخرى أن تلعب دوراً محورياً هاماً في المسار الرياضي العام، وهو أمر واقع شئنا أم أبينا، فالكرة هي المسيطرة، والشاغل الرئيس، للأسف الشديد، مع كامل الاحترام للألعاب الأخرى، لكن ماذا نفعل، طالما أنها اللعبة الأكثر شعبية في كل شيء.
فمن رأى الاهتمام البالغ الذي تناله، يدعونا إلى التحرك السليم، وحذو الخطوات الصحيحة، والدولة تمتلك كل المقومات الأساسية لتنظيم كبرى البطولات والدورات الرياضية والكروية خاصة، ومنها كأس العالم للأندية التي نحن بصددها، وتسعى الدولة باستضافة نسخ أخرى منها، لما لها من فوائد كبرى، كما أننا مقبلون على عرس آسيا الكبير.
وتبذل دولتنا جهوداً طيبة، في دعم كرة القدم، من خلال توفير كل المستلزمات الخاصة لممارسة الرياضة، وأصبحنا من الدول المتقدمة في مجال اللعبة، بعد أن توفرت كل السبل الكفيلة من منشآت وخبراء وفنيين، لتعليم وتدريب أبنائنا، واستقدام لاعبين أجانب أكفاء، والأندية تصرف مئات الملايين من الدراهم، من أجل تخصيصها لمنظومة الكرة فيها، وتلقى الدعم المادي السخي من قبل الحكومة، التي تؤمن بأهمية عنصر الشباب، لأنهم يمثلون الثروة الحقيقية في بناء الوطن ومستقبله.
وما تحصل عليه الكرة من دعم مادي، أصبح واضح المعالم، ويعكس اهتمام وحرص قادتنا على تهيئة الأجواء المناخية للرياضة بشكل عام، وبالأخص الأندية التي تعتبرها القاعدة الرئيسة لمختلف الرياضات، فأنديتنا لها دور حيوي في المجتمع، ومنها نادي العين، الذي ستتجه إليه الأنظار في استاد هزاع بن زايد، التحفة المعمارية، لمتابعته وهو يخوض غمار مونديال الأندية مع كبار نجوم العالم.
كما أن دولتنا سباقة في إحضار الفرق والمنتخبات العالمية الكبرى، لتمتعنا، وفي نفس الوقت، يتمتعون وينبهرون من دولتنا، وما وصلت إليه من تطور وحضارة.
نعم، سيخطف مونديال الأندية الآن الأضواء، وأصبح حديث الساعة، وهناك أجواء تفاؤلية، ولكن من الضروري تبادل الرأي حول التقييم العملي، وليس الشكلي، للتنظيم، بما يخدم اللعبة ومستقبلها، وتساعد في تطوير العلاقات بين الأسرة الرياضية، كما وصفها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، صاحب فكرة تنظيم كأس العالم للأندية بالإمارات، كأول دولة خليجية تنال هذا الشرف، لا بد من استغلال الحدث العالمي، بالصورة التي ترتقي باللعبة، وتؤكد بُعد نظر قياداتنا في توجيهاتهم، لأننا نمر بمرحلة زمنية هامة.. والله من وراء القصد.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن البيان