بقلم : محمد الجوكر
تربطني مع الأخوة السودانيين، «عشرة عمر»، تمتد لأكثر من 30 عاماً، خاصة في المجال الإعلامي والصحافة وخاصة الرياضية، لما يعرف عن هذا الشعب، تعلقه وعشقه للرياضة والصحافة اللتين يعتبرهما وجبة أساسية في حياته اليومية، فهم عشاق الكلمة وكرة القدم بالذات، وتاريخنا في الخليج عامة، والإمارات خاصة مع الرياضة السودانية، عميق وحافل، وله أبعاده القديمة.
فقد ساهم الأخوة (الزولات) في المنطقة، بإثراء العديد من المجالات الرياضية، سواء في التدريب أو اللعب أو في الطب والثقافة والأدب والصحافة، ومن الصعب علينا أن ننسى دورهم وأفضالهم، وبالأخص «العبد لله»، فأنا أكن كل احترام وتقدير لزملاء المهنة، سواء من هم على قيد الحياة، أو من فارقونا، حيث تعلمت منهم الكثير ووقفوا بجانبي في بدايات عملي، وانخراطي في بلاط الصحافة، أواخر السبعينات.
ولا أستطيع أن أرد لهم الجميل، إلا من خلال هذه الكلمات البسيطة، التي أعبر فيها عن محبتي لكل (الزولات)، بدءاً من أول مدرب سوداني عمل منذ 60 سنة بالمنطقة الشرقية بالدمام، والطريف أن اسمه «أحمد الجوكر»، ومروراً وانتهاءً، بزملاء المهنة في جميع الصحف الخليجية، واللاعبين القدامى، الذين كانت لهم بصمات واضحة، عندما لعبوا في دوريات الخليج في الستينات والسبعينات.
والميلاد الحقيقي للمواهب ونجوم المنتخب السوداني كان عام 1970، حيث قادوه إلى الفوز بلقب كأس الأمم الأفريقية، وهو اللقب الوحيد في تاريخ الكرة السودانية، علماً بأنهم شاركوا في أول بطولة عام 1957، إلى جانب إسهامات السودان الشقيق، في تأسيس الاتحاد الأفريقي عام 1956، مع الشقيقة الكبرى مصر وإثيوبيا وجنوب أفريقيا، والأخيرة استبعدت لأسباب الفصل العنصري، وقد حظي نجوم السودان من الجيل الذهبي، بشرف تمثيل بلدهم في عدة مناسبات، ورسموا أروع الإنجازات وأجملها، ومنها معانقة الكأس الأفريقية عام 70.
وفي تلك البطولة وزعت المنتخبات المشاركة على مجموعتين في الخرطوم وواد مدني (وسط السودان)، وقاد الفريق القومي السوداني المدرب عبدالفتاح حمد رحمه الله، وقد وفق الفريق في الوصول إلى المباراة النهائية، التي جمعته مع المنتخب الغاني، وانتهت لمصلحة السودان، بهدف أحرزه المهاجم حسب الرسول عمر والشهير بـ (حسبو الصغير)، وتلك اللحظات التي عاشها (الزولات) لا تنسى مع رفع الكأس الغالية.
وفي عام 1973 وصل أول من حمل كأس أفريقيا اللاعب نجم الدين فاضل، بدعوة من المرحوم جعفر محمد علي، وذلك للمشاركة في دوري التصنيف في أبوظبي مع فريق الأهلي (الوحدة حالياً)، وعرفناه عبر فريق العروبة (الشارقة حالياً)، حيث كان لارتباطه مع الفريق، قصة طويلة مع اللواء «م» سالم عبيد الشامسي، رئيس مجلس إدارة الشارقة، الذي كان يدرس في السودان، ومعه العديد من القيادات الرياضية الكبيرة في الدولة.
وقد لعب البعض منهم هناك، مثل النجم سالم أبوشنين هداف المنتخب الوطني، في فترة السبعينات، وذكريات الأخوة السودانيين مع الكرة الإماراتية كثيرة، وقد مثلونا في المنتخب العسكري، ولعبوا أمام الكويت والبحرين والعراق، وتاريخهم مشرف معنا وغداً نواصل.. والله من وراء القصد.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن البيان