بقلم : محمد الجوكر
تشهد الساحة الرياضية أبعاداً جديدة، بأزمة رياضية جديدة، حيث بدأنا تبادل الاتهامات علنياً، بل على الهواء مباشرة، وأخذت انتشاراً سريعاً يُظهِر أننا على صفيح ساخن، كما تعوّدت الساحة، لأن الناس تبحث عن هكذا حكايات وروايات، فالرياضة بحاجة إلى تصحيح وضعها في كل مؤسساتها، فهناك أعمال إيجابية وسلبية، وهي ظاهرة طبيعية جداً، وعلينا أن نتعلم من الأخطاء، فهي طريق الصواب، وما ندعو إليه، هو أن نبتعد عن تصفية الحسابات، ولا نخلقها بأنفسنا، فمن بيته من زجاج، لا يرمي الناس بحجر، وأن نتطلع إلى تحقيق الأُلفة والمحبة، وأن نعكس أهمية الدور المناط بنا في حياتنا، وأن نترك ما في النفوس ولا نعلّق أخطاءنا على الغير!
الاختلاف في الآراء لا يفسد للود قضية، فكل الآراء ووجهات النظر تُحتَرم وتُقدّر، بشرط ألا نتطاول على أنفسنا، لأنها ليست من أخلاقياتنا، نريد النقاش والحوار المنطقي العقلاني، بعيداً عن الفوضى، فالرياضة لها ثقافة الاحترام للآخرين، تبيّن مدى الاهتمام المتزايد الذي يوليه قادتنا بأهمية دورها، كمفهوم حديث يستحوذ الاهتمام والعناية، بعد أن أصبحت الرياضة لها ثقلها، لما تحظى من رعاية من الجوانب الاجتماعية والإعلامية، كونها الأكثر وصولاً إلى المجتمع، عن طريق الإعلام، لسرعة الانتشار إلى أكبر قدر ممكن من أفرادها، ولكي نتغلب على الكثير من المعوقات، نضع الرجل المناسب في المكان المناسب، لأننا بحاجة للفعل والعمل، وليس للقول والكسل!!
اختلاف الرأي والرأي الآخر، ظاهرة صحية، ولكن يتحول الرأي إلى كشف المستور، دون مراعاة الزمالة والاحترام بين الزملاء، فإن هذا ليس رأياً، وإنما هو انتقام وردة فعل عاطفية سريعة، وبنظرة سريعة لبعض الأحداث والمظاهر التي حدثت في الأيام القليلة الماضية في الساحة الرياضية عامة، يتكشف لنا حجم التردي الذي أصاب وسطنا الرياضي، وأصبح ظاهرة واسعة، من خلال تدني الثقافة بمفهومها الشامل، وأقول عندما ندعو إلى التنمية، يجب أن نكون واقعيين، طالما نستهدف الإنسان وثقافته، فالرياضيون، تختلف أعمارهم وعقلياتهم، وبالطبع سيكون له أثر في تنمية وتقدم رياضة بلدنا، إذا وجد من يرشده وليس يدمره!
مهما بنينا وأسسنا قواعد في كل أركان مؤسساتنا الرياضية، لا بد أن نبني وعياً حقيقياً وثقافة رفيعة، عبر التواصل الحضاري الإنساني، حتى لا تنفلت الأمور من أيدينا، وساعتها لن يفيدنا الندم، نحذر من التلاعب الذي يؤدي إلى التراجع في مفاهيمنا الرياضية، فهي ليست مجرد لعبة أو تسلية أو صراع أو تصفية حسابات، الرياضة لها معانٍ سامية وجميلة للغاية، "بس من يقدرها ويفهمها!!"، والكلمة اليوم مسؤولية «لسانك حصانك»، وإذا خرجت تضاعفت مسؤوليتك إزاء كلمتك أمام الرأي العام، فإن احترام الرأي، ينبغي أن يقابله احترام الكلمة، فالكلمة أقوى من الرصاصة، فالفتنة تبدأ بكلمة !!.. والله من وراء القصد.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن البيان