بقلم : محمد الجوكر
لم تكن ذكرى اليوبيل الذهبي، لافتتاح تلفزيون دبي من الكويت، مجرد عابر سبيل وننساه، ولأنه حدث غير عادي، لابد أن نتوقف عنده، حيث «تربينا»على شاشة الأبيض والأسود، وعلى أسماء جميلة، ما زالت في الأذهان، لن تفارقنا، وكانت المناسبة لفتة طيبة، تسجل عدة أهداف سجلتها مواقع التواصل الاجتماعي، وصوبت أهدافاً في مرمى قنواتنا الرسمية، إلا بعضها، قدمتها كفقرة إخبارية سريعة دون التوقف، لأننا للأسف، نفتقد هذا الجانب التوثيقي المهم لمسيرة الإعلام الوطني ككل، ومرت المناسبة في هدوء، وتذكرنا الأيام الحلوة والبساطة والسهولة التي كنا نعيشها، ولا نقول سوى «سامح الله»، من ضيع علينا هذه الفرصة والمناسبة، لنتذكر الماضي الإعلامي الجميل، بدلاً من إعلام «ضيعنا»، ولو كنت صاحب قرار، لقررت تكريم عدد من الزملاء الإعلاميين المخضرمين، الذين عملوا في تلك الفترة، الذين وضعوا حجر الأساس لإعلامنا.
لقد أصبحت اليوم قنواتنا منتشرة، وإن كان ينقصها بعض البرامج المحلية، ذات الطابع البلدي(زي زمان)، والجانب السلبي الآخر، هو قلة عدد المواطنين، مقارنة بالأعداد الأخرى، برغم الجهود التي تبذلها مؤسساتنا وجديرة بالثناء، فقد قدمت المحطة «الأولى» التي خرجت إلى النور، من منطقة القصيص، مكان المجلس الوطني للإعلام حالياً، عدداً من المواطنين، فكانت ليلة وفاء لا تنسى، تتزامن مع احتفالاتنا بمرور 49 عاماً، على تأسيس أولى محطات التلفزة بالبلاد، وهذا أمر مفرح ومشجع لها، في التذكير برجالات الزمن الجميل، ولدينا الكثير من أبناء الوطن الحبيب، لكي نسجل تاريخياً وتوثيقياً أسماءهم، لكي يتعرف عليهم جيل اليوم، وما قدمه السابقون، الذين عملوا في أجواء صعبة.
التاسع من سبتمبر عام 1969، بث تلفزيون الكويت من دبي، برامجه، وكان الافتتاح بحضورالمغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم طيب الله ثراه، والشيخ صباح الأحمد وزير الخارجية آنذاك، أمير الكويت اليوم، وكان تلفزيون الكويت من دبي، يغطي بعض مناطق الدولة (دبي والشارقة وعجمان) فقط، على شاشة الأسود والأبيض، في بيوت «ميسوري الحال»، ومع بداية السبعينيات، كان أول ظهور تلفزيوني، وكنا نشاهد بعض المذيعين المواطنين في تلك الفترة، ونخص من الإعلام الرياضي على الشاشة حينها الزملاء محمد صفر وعلي بالرهيف وعلي عبيد والمرحوم محمد نادر ورجل الأعمال المعروف سلطان الحبتور، وقدم بعض الوقت السفير محمد علي العصيمي، هذه أمثلة فقط، وهناك بعض المخرجين، أمثال عبد الله درويش وسلطان السويدي وصالح سلطان وعبد الكريم محمد سعيد وغيرهم، وفي ديسمبرمن العام 1972، مع قيام الدولة، تغيراسم تلفزيون الكويت من دبي، حيث كان الأشقاء يأتون لفترات متقطعة، وذلك لتدريب عدد من شبابنا، وبدأوا يظهرون على الشاشة، فظهرت أسماء جميلة، لمعت فيما بعد، من خلال محطتي أبوظبي ودبي، كانوا مجموعة طيبة، عددهم كبير مقارنة باليوم.. والله زمان !!.. والله من وراء القصد.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن البيان