من بين الاستحقاقات الكبيرة التي تنتظرها الكرة الإماراتية بعد عامين هي استضافتنا لنهائيا ت كأس آسيا عام 2019، والتي ستشهد تحدياً كبيراً في مسيرة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، بعد أن أعطت الدولة الضوء الأخضر من أجل التحدي الجديد للكرة الإماراتية واستضافة الحدث القاري للمرة الثالثة، حيث انتزع ملفنا القوي التأييد المطلق من كل دول القارة نظراً للثقة لتي تتمتع بها الرياضة الإماراتية.
ولأهمية الحدث فإننا نلخص تاريخياً وتوثيقياً كيف كانت المشاركة الأولى للإمارات في البطولة الآسيوية، فقد كانت رعاية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لاستضافتنا لتصفيات الحدث الأول على صعيد الكرة الآسيوية من منطلق إيمانه العميق بأهمية تواجد أبناء الوطن في كل المحافل.
حيث نظمت الدولة تصفيات المجموعة الأولى لبطولة كأس آسيا لكرة القدم، والتي أقيمت على ملاعب مدينة زايد الرياضية بأبوظبي اعتباراً من الجمعة الموافق 16 حتى 25 نوفمبر عام 79 واشترك في هذه التصفيات خمس دول هي الإمارات، سوريا، لبنان، البحرين، اليمن التي انسحبت في آخر لحظة، ولم تشارك باكستان بعد قرار الاتحاد الآسيوي الذي ألغى مشاركتها لوجود أكثر من اتحاد لكرة القدم بباكستان.
وقد أناب الشيخ زايد رحمه الله، المغفور له الشيخ حمدان بن محمد آل نهيان طيب الله ثراه، نائب رئيس مجلس الوزراء في افتتاح استاد مدينة زايد الرياضية وتصفيات المجموعة الأولى لكأس آسيا لكرة القدم.
وقد حضر المهرجان الكبير سمو الشيخ سلطان بن زايد رئيس اتحاد كرة القدم، رئيس اللجنة العليا المنظمة آنذاك ومعالي وزير التربية والتعليم والشباب ورؤساء الوفود وقد تخلل برنامج حفل الافتتاح عدة فقرات بدأت بباقات زهور تقدمت بها الفتيات إلى راعي الحدث ثم بدأ طابور العرض يحمل صورة كبيرة لصاحب السمو رئيس الدولة.
ثم أعلام الاتحاد الدولي والاتحاد الآسيوي فشعار الدورة فأعلام الوفود المشاركة وبعد الاستعراض، ألقى ناصر ضاعن مدير الدورة كلمة الافتتاح ثم أعطى المغفور له الشيخ حمدان بن محمد آل نهيان راعي الحدث إشارة البدء بافتتاح الدورة.
فريقنا تطور
وآنذاك تحدث سمو الشيخ سلطان بن زايد عن رأيه في مباراة منتخبنا الوطني أمام منتخب سوريا المرشح والتي انتهت بالتعادل فقال: إن فريقنا أدى المباراة بمستوى جيد وترابطت خطوطه، كما أن طابع الجدية والرجولة كان من خصائص الأداء، لكن عاب الفريق سوء ختام الهجمات، كما أن سوء الطالع لازمنا في الكثير من الكرات ولولا ذلك لحقق فريقنا الفوز، وكل ما نأمله أن يستمر العطاء بنفس مستوى هذا الأداء، مؤكداً أن مستقبلاً مشرقاً ينتظر المنتخب خاصة أن عناصر شابة قد دخلته.
وحول انسحاب الفريق البحريني وعدم تكملته للمشوار قال سموه: أسفنا كثيراً للأحداث التي شهدتها الدورة وما كنا نتوقع أن يحدث ما حدث، ولكن كنا نأمل من الأخوة في الفريق البحريني أن يستمروا في الدورة دون الالتفات لمثل هذه الأحداث التي حدثت.
أن المستوى الذي ظهر به فريق الإمارات خلال المباراتين اللتين لعبهما أمام المنتخبين اللبناني والسوري أكدا أن تطوراً ملموساً قد طرأ على أداء اللاعبين من الناحية التكتيكية والفنية، كما أن المؤشر يؤكد ارتفاع مستوى اللياقة البدنية لدى اللاعبين، وتظل المشكلة الأساسية قائمة بدون وجود أي حل لها وهي مشكلة وجود المهاجم الهداف الذي يعرف طريقه للشباك.
فارق كبير
هناك تغيير كبير وواضح بين مشاركتنا الأولى في نهائيات الأمم الآسيوية لكرة القدم وبين المشاركة الأخيرة التي أقيمت بأستراليا والتي حصلنا فيها على المركز الثالث في عهد المدرب الوطني مهدي علي، فقد شهدت دار الأوبرا الأسترالية فعاليات حفل قرعة كأس أمم آسيا 2015 بمبنى الأوبرا بمدينة سيدني التي أحببتها، بعدما قمت هناك بتغطية دورة الألعاب الأولمبية عام 2000 فقد استضافت دار الأوبرا حفل القرعة، والأوبرا تعتبر قبلة للزوار والسياح الذين يقبلون على مشاهدتها والتجول فيها لجمال المبنى والفعاليات التي تقام عليه طيلة أيام الأسبوع وعلى مدار الساعة.
وأتذكر مراسم قرعة المشاركة الأولى للكرة الإماراتية في الكويت وكانت أيام زمان تختلف كلياً ولا يوجد وجه للمقارنة بين عام 80 واليوم فقد كان لي شرف المشاركة ضمن الوفد الرسمي كموفد للجنة رابطة المحررين الرياضيين مع وفد اتحاد الكرة الذي ترأسه زمان عبد الله بوشهاب نائب الرئيس بجانب بقية الوفد الإداري والإعلامي والفني، وأتذكر يوم القرعة التي شهدتها قاعة مبنى اتحاد الكرة الكويتي البلد المنظم في منطقة العديلية .
وحضرها الشهيد فهد الأحمد وهافيلانج رئيس فيفا في قاعة صغيرة يجلس فيها إداري كل وفد ومعه الأسماء والبطاقات والفانيلات وقبل أن يأتي الدور علينا طلب مني المرحوم راشد الزعابي إداري المنتخب آنذاك الله يرحمه أن أذهب إلى ملعب نادي كاظمة وأسال عن رقم فانيلة لاعب الأهلي المرحوم داوود محمد، وبما أن الملعب قريب جداً ذهبت ورجعت وأعطيته الرقم حيث الأبواب كانت مفتوحة وأنهيت المهمة بنجاح.
أول هدف
وقد بدأت مشاركتنا على الصعيد الآسيوي في البطولة السابعة التي أقيمت في الكويت، وحققنا نجاحاً معقولاً في المرة الأولى من تصفيات كأس أمم آسيا 1980، وشارك فيها أربعة منتخبات وأثناء التصفيات انسحب المنتخب البحريني، لنصعد كثاني للمجموعة، بعد سوريا على الرغم من عدم تسجيلنا أي هدف في التصفيات.
حيث تعادلنا مع لبنان وسوريا في المباراتين دون أهداف، ولكننا استفدنا من فوز المنتخب السوري على لبنان، وفي الكويت أقيم حفل افتتاح النهائيات الآسيوية يوم 15 سبتمبر عام 80 ولعبنا أول مباراة في تاريخ مشاركاتنا آسيوياً في النهائيات وفجرنا مفاجئة البطولة حينذاك بتعادلنا بهدف مع منتخب الكويت الذي حصل على اللقب وسجل أحمد تشومبي أول هدف إماراتي آسيوي في تاريخ اللعبة، وفي مواجهة تاريخ المنتخبين، وبعد المباراة قال مدرب منتخبنا مهاجراني إن مرحلة الخسارة بنتائج ثقيلة انتهت.
1980
للتاريخ وللمكتبة التوثيقية، ننشر أول تشكيل لمنتخبنا الوطني لكرة القدم، الذي لعب أول مباراة أمام الكويت، في نهائيات كأس آسيا عام 1980، والذي تكون من: الحارس صلبوخ، وحسن علي، ويوسف محمد، وبدر صالح، وعبد الكريم خماس، وجاسم محمد، ومحمد سالم، وسالم سعيد، وأحمد تشومبي، وسالم خليفة، وسالم حديد.
10
أسند الاتحاد الآسيوي لكرة القدم إلى الكويت استضافة النسخة السابعة من 15 إلى 30 سبتمبر 1980، ووزعت المنتخبات المشاركة في التصفيات وعددها 17 منتخبنا على 4 مجموعات أقيمت منافساتها في أبوظبي (المجموعة الأولى) وبنغلادش (الثانية) وبانكوك (الثالثة) ومانيلا (الرابعة)، وتأهلت إلى النهائيات 10 منتخبات.
1980
أحمد تشومبي يسجل أول هدف إماراتي آسيوي
2015
مراسم إجراء قرعة آسيا في سيدني