بقلم : محمد الجوكر
احتضنت الإمارات، وطوال الحقبة التاريخية لكرة القدم من نشأتها، العديد من اللاعبين العرب، الذين أسهموا بسخاء وجهد كبير في تطوير الساحرة المستديرة، حيث قدموا الكثير، وكانوا مثالاً يحتذى في الإخلاص والعطاء، ومن تلك النجوم، أسماء عريقة لا تنسى، ارتبطت بذكريات جميلة، منهم لاعبون، آثروا البقاء بيننا، واختاروا أرض زايد الخير لهم وطناً ثانياً، أحبهم الجمهور بعطائهم في الملاعب، وبعد الاعتزال، حيث التحقوا بالعمل في التدريب، وتعليم الأجيال المتعاقبة فنون الكرة، ومن هؤلاء النخبة، نجوم الكرة من أرض السودان المعطاء، الذين قدموا إلى الدولة، في أواخر الخمسينيات، ونحن سعداء بوجودهم، ولا ننسى مواقفهم التاريخية المشرفة.
ولأننا بصدد احتضان الكلاسيكو السوداني بين القطبين الكبيرين الهلال والمريخ في العاصمة الحبيبة أبوظبي الجمعة المقبل، نقول إن نجوم الكرة السودانية لعبوا هنا، وساهموا إعلامياً وإدارياً، في تعزيز ودعم كرة الإمارات، فقد شاركوا في أندية الوحدة والشباب، اللذين اندمجا، فأصبح كيان الأهلي فيما بعد، وهم يتواجدون في النصر حالياً، بجانب فرق محلية أخرى، كالنهضة والشرق الأوسط والأصدقاء الأحد عشر، وفرق دبي.
وأما في الشارقة، فكان الجيش الإنجليزي له العديد من الفرق، بالإضافة إلى بعض الفرق المحلية، مثل يانغ الشارقة والاتفاق والأهلي، وغيرهم، ومن أبرز اللاعبين الذين عرفتهم ملاعبنا ومازالت أسماؤهم في الأذهان، منذ توافدوا في أواخر الخمسينيات وبرزوا هنا، منهم على سبيل المثال، محمد فاضل وبوبكر مازال يعيش بيننا هنا، حيث يعمل مهندساً، ولعب في فريق الشرطة بأبوظبي، وتألق مع فريق الخليج بالشارقة، قبل دمجه مع العروبة، وأسماء أخرى مثل الحارس العملاق عباس ريكس، الذي لعب في دبي والشارقة، وحسن «كعب الغزال» الذي برز في فريق الاتفاق عام 58، قبل أن ينتقل للعب مع الأهلي في أبوظبي، حيث أطلق عليه هذا اللقب من الجماهير.
وهناك عمر عثمان الذي عمل مدرساً في المدرسة الصناعية، ولاعباً في الفترة المسائية، وبعد أن ترك الكرة، تحوّل إلى حكم للساحة، وعبد اللطيف والناير وحسن السوداني وغيرهم من جيل الستينيات، قبل أن تتعاقد الأندية مع اللاعبين، بشكل رسمي أمثال الحارس الطيب سند، والثنائي الشهير الفاضل سانتو ود كسلا مع النصر، وقدما ثنائيات لا تنسى بل غنت الجماهير باسمهما.
ومن الأسماء التي برزت في مختلف مدننا، واستمرت حتى فترة السبعينيات، المدافع نجم الدين فاضل، بدأ حكايته مع الكرة الإماراتية، تحديدا عام 73، وكان وقتها يحمل تاريخاً رياضياً خصباً، حيث حظي برفع أغلى كأس قارية في القارة السمراء، كأس الأمم الأفريقية عام 1970، عندما قاد «صقور الجديان»، للفوز باللقب القاري الكبير، برفقة النخبة من أبناء السودان، ومن جيل لم يتكرر في تاريخ الكرة السودانية، ومنهم أمين زكي وسند وعلي قاقرين وحسبو الصغير وغيرهم من الأبطال الذين لا تسعفنا الذاكرة لسردهم، وقد حرصت على تخصيص هذه المساحة للأشقاء «الزولات»، من منطلق إيماننا الكامل بأهمية دورهم، ورد للجميل، وغداً نواصل.. والله من وراء القصد.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن البيان