بقلم : محمد الجوكر
ـــ شهدت جامعة الإمارات في مدينة العين، بالمبنى «الهلالي» الحديث، والذي يُعَد مفخرة للوطن، حضوراً طيباً من قيادات الأكاديميين، وقد شرفت بالمشاركة في محاضرة عن مسيرة الرياضة والصحة في فكر زايد بمختلف جوانبها، مع الدكتور جمعة الكعبي، تناولت التربية البدينة الصحية، بمشاركة ثلاثة من طلاب الجامعة، وتناولنا فيها مدى الاهتمام بالجانب البدني الصحي، الذي وجّه إليه المغفور له، الشيخ زايد، طيب الله ثراه، وكانت تجربتي ممتازة، في أول محاضرة علمية لي في الصرح الجامعي بالعين، وكان عدد الحضور طيباً، خاصة من جانب الطالبات، فالندوة ضمن أنشطة فريق عام زايد، والذي يترأسه الدكتور حسن النابودة، حيث تقام مثل هذه الندوات، تزامناً مع احتفالات الدولة بمئوية القائد المؤسس، وقد لفت انتباهي الحضور الطيب من بنات الوطن، في المقابل، كان الحضور ضعيفاً وسلبياً لا مبرر له من الطلاب، حيث حضر في البداية أربعة، وسرعان ما غادروا الندوة.
ـــ ولا شك أن الرغبة والحضور لمثل هذه الندوات، لا تتطلب المستحيل، بقدر ما نأمل في الرغبة والإصرار على التعلم والاستفادة، ونطالب باستمرار مثل هذه الندوات، لأنها تنقل للمعنيين التجارب الواقعية والميدانية، ولا أدري سبب هذه السلبية من جانب الطلاب، وفي رأيي، هي قضية يجب أن تهتم بها مؤسساتنا الوطنية، بضرورة الوجود الإيجابي بكافة الملتقيات العلمية، وبشكل عام، كان هذا اليوم جميلاً، ناجحاً، لسببين، الأول: هو التأكيد على استمرارية نهج الدولة في التركيز على عام زايد، وثانياً: الحضور من فئة النخبة المثقفة، وكانت حالة استثنائية، بطعم ومذاق مختلف عن غيرها من الندوات، وهذا ما قاله رجال الجامعة، مع وجود عدد من الأساتذة والعمداء، فالحدث غير مسبوق داخل قاعة الندوة العلمية الثقافية المعرفية، وهذا الحضور الطيب، أعتبره نقلة نوعية، بجانب طرح عدد من الأسئلة الجادة، فضلاً عن إدارة الطالبة «مريم» الحوار بكفاءة، وسجلت حضوراً طيباً، هادئاً ومتزناً وعقلانياً، وكانت بحق مشروع مذيعة المستقبل التي نريدها، ووجدتها أفضل بكثير من مذيعات اليوم، اللاتي يظهرن ويعتمدن على «كشختهن» بالمظهر وينسين الجوهر، والبنت الإماراتية، إذا أُعطيت الفرصة تبدع وتتألق، والطالبات ضربن مثلاً رائعاً في الثقة والجدارة والكفاءة، وكانت على قدر كبير من المسؤولية، ويحق لنا أن نفتخر بهن، لأنهن مؤهلات، ويمتلكن هذا الكم والنوع من القدرات والكفاءات، ولدينا الإمكانات المادية والطموح للارتقاء بهن إلى القمة، وتحقيق مكانة مرموقة للمرأة في هذا المجال، وغيرها من المجالات.
ـــ وكانت هذه الندوة، بمثابة التحدي الصعب لبنات الوطن، كتبن وتألقن، فأصبحن مميزات، مواكبة مع ازدهار النشاط النسائي، وزيادة رقعة وجود المرأة في الرياضة المجتمعية، وفي التنمية الإعلامية، وأصبحت ركيزة أساسية في هذا المجال الحيوي، وباختصار شديد، أقول حضر المعلم وغاب التلميذ في هذه الندوة البناءة!!، فإلى متى نهرب ونترك القاعات والصالات؟!!، وهذه دعوة لكل من يريد تنظيم البطولات والأحداث الرياضية، ألا ينسى دور الفتيات، فهن يرفعن الرأس دائماً!!.. والله من وراء القصد.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن البيان