نواصل إلقاء الضوء على نجوم ورموز الحركة الرياضية منذ نشأتها على أرض الإمارات، في توثيق تاريخي وتسجيلي، رصد بدايات المرحلة الأولى، وما شهدته من معاناة وأحداث وأسماء ورموز، كانت لهم بصمات ينبغي أن يعاد (نفض) الغبار عنها، وعرضها كتجارب وأمثلة يحتذى بها.
واليوم نعود مرة أخرى إلى كرة القدم، اللعبة الشعبية الأولى، وأقدم رياضات الخليج على الإطلاق، وضيف هذه الحلقة هو نجم من نجوم حقبة السبعينيات وأوائل الثمانينيات، إنه اللاعب الدولي السابق المغفور له بإذن الله جمال موسى عبد الله، أسرع جناح أيمن وأيسر في ملاعبنا.
وقد كرم سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، نجل المرحوم جمال موسى في ختام منافسات كأس الخليج العربي بمسقط، التي انتهت لمصلحة الأشقاء في عُمان، مع مجموعة من نجوم الرياضة الخليجية الذين مروا بظروف نفسية وإنسانية صعبة، وكان من بينهم أسرة المرحوم اللاعب جمال موسى، الذي عرفته جماهير الكرة الخليجية من خلال أداء متميز، ومهارة عالية في دورة الخليج الثانية والثالثة، وكان انضم إلى المنتخبين الوطني والعسكري في أول تشكيل لهما، وبرع وتألق وذاع صيته بالإمارات.
أصغر لاعبي القادسية
المرحوم جمال موسى لعب في بداياته كرة القدم في حواري وأزقة الكويت التي كان يعمل بها والده، ثم التقطه كشاف نادي القادسية الكويتي، ولعب وتدرج في الفريق الأول وعمره 16 عاماً، لعب مع نجوم الكويت والقادسية في ذلك الوقت حمد بوحمد وسعود بوحمد، وبعد ذلك انتقل إلى نادي كاظمة الكويتي تحت 18 سنة والفريق الأول، ولعب مع حسن شحاتة نجم مصر ونادي الزمالك، ثم انضم رحمه الله إلى منتخب مدارس الكويت وعمره 18 سنة.
وفي عام 1968 انتقل إلى الإمارات وانضم إلى نادي العروبة (الشارقة حالياً)، حيث رحبوا بانضمامه، وكان صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، هو رئيس نادي العروبة آنذاك، وساعدوه على الانتقال من مدرسته بالكويت إلى إحدى مدارس الشارقة.
وفي عام 1971 انتقل إلى نادي الخليج واستمر فيه إلى أن انضم الخليج إلى العروبة وأصبح تحت اسم نادي الشارقة الحالي، ولعب مع فريق نادي الزمالك المصري ضد المنتخب المصري في مباراة اعتزال نجم الكرة المصرية حمادة إمام عام 1975، حيث تم دعوته لهذه المباراة بسبب حبه وصداقته لحمادة إمام ونادي الزمالك، كما شارك في بطولة كأس فلسطين في ليبيا، وبطولة كأس العالم العسكرية.
من الشارقة إلى الشباب
وفي عام 1974 انتقل من نادي الشارقة إلى نادي الشباب العربي بدبي بعد دورة كأس الخليج مباشرة، وبسبب علاقته مع الشيخ مانع آل مكتوم، رئيس نادي النصر في ذلك الوقت، وصداقته القوية مع سالم بوشنين، نجم النصر، قرر اللعب للأزرق بدبي، ولسوء الحظ صدر قرار من اتحاد الكرة بعقوبة على النصر، بسبب أزمة كانت قد انفجرت بين النادي والاتحاد، فلم يستطع الانضمام.
وفي الوقت نفسه طلبه المرحوم بطي بن بشر من الشيخ مانع آل مكتوم للعب في نادي الشباب، وبالفعل انتقل إلى نادي الشباب ولعب له من عام 1974 حتى عام 1977، وكان الجيل الذي لعب معه يضم كلاً من: غانم المري وعبد الله صقر وأحمد المري ومحمد المري وياقوت جمعة وسالم سعيد وصلبوخ وغيرهم.
وعودة إلى نادي الشارقة، حيث قضى فترة من أجمل فترات حياته، وكان، رحمه الله، يشعر برعاية فائقة له ولزملائه وللنادي ككل، من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، الذي كان بمنزلة الأب الروحي والأخ لهم جميعاً، ويكنّ له تحديداً كل تقدير لما تركه في نفسه من انطباع إنساني كبير، وكان من بين زملائه في ذلك الوقت وأعز أصدقائه وأحبهم إلى نفسه، أمثال الشقيقين جاسم ويوسف محمد وسعيد بدران ومبارك بالأسود وسند الدوخي وسالم بالأسود وسلطان الهاجري.
مشوار المنتخب الوطني
وكان يرى، رحمه الله، أن الكرة قديماً كان لها طعم خاص، وكان يقول: «كنا نلعب كرة القدم بحب واستمتاع، وكان يربطنا كلاعبين بالأندية علاقة حب واحترام، ورغبة أكيدة في رفع اسم النادي الذي كنا ننتمي إليه».ونتناول مشواره الدولي مع المنتخب الوطني والمنتخب العسكري، حيث كان الانضمام إلى المنتخب الوطني والعسكري حلماً يعيش عليه كل شاب يمارس الرياضة.
فقد بدأت رحلته مع المنتخب الوطني بعد حصول نادي العروبة عام 72 على أول دوري منظم بالإمارات، وانضم للمنتخب وسنه 18 عاماً، وكان طالباً بمدرسة العروبة الثانوية بالشارقة، وحينما انضم للمنتخب كان معه زملاؤه من الشارقة جاسم محمد ويوسف محمد ومبارك بالأسود وسالم بوشنين وعوض مبارك ورجب عبد الرحمن ومحمد الكوس وعبد الرحمن العصيمي وسهيل سالم وحمدون سالم وأحمد عيسى وإبراهيم رضا.
هؤلاء اللاعبون النجوم بدأ معهم في أول انضمام له للمنتخب الوطني في كأس الخليج العربي الثانية عام 72، وسبق هذه المشاركة انضمام لاعبي المنتخب آنذاك إلى معسكر داخلي في دبي لمدة 20 يوماً فقط، بعدها توجه الفريق إلى السعودية، وكان مركزه في اللعب حينها جناحاً أيمن وأيسر، وكان يتبادل مركزه مع عتيق جمعة، وكان يطمئن لوجود محمد الكوس بجانبه، حيث تميز باستخدام القدم اليسرى واليمنى، إضافة إلى أنه كان يميل إلى الانطلاق من الأجنحة، وكان مع سهيل سالم أسرع لاعبين في المنتخب الوطني وهذه السرعة كانت تربك دفاعات الخصوم.
نجوم
بالنسبة إلى أبرز اللاعبين الذين عايشهم المغفور له بإذن الله جمال موسى عبد الله، خلال حقبة السبعينيات على مستوى الخليج العربي، من الكويت جاسم يعقوب (صديق العمر) وأحمد بوحمد وفتحي كميل، ومن السعودية الصاروخ وناصر جوهر والغراب، ومن قطر محمد غانم كابتن المنتخب، ومن البحرين حسين زليخ.
أهداف
أبرز أهداف جمال موسى رحمه الله، هدفان كان يعتز بهما، الأول في مباراة الشارقة مع النصر بملعب نادي النصر، عندما تلقى الكرة من سعيد البدران، وأحرز أسرع هدف لا يُنسى، والثاني في أول دوري بالإمارات وفي المباراة الختامية مع النصر على ملعب الشارقة، أحرز أول هدف في مرمى النصر وأضاف سعيد البدران الهدف الثاني.
1968
انتقل إلى العروبة وتألق مع الشباب في دبي
1972
بدأ مشواره الدولي في كأس الخليج الثانية وتميز بروح الفكاهة