بقلم : محمد الجوكر
أتواصل اليوم في الحديث، عن ذكرياتنا مع الإخوة السودانيين، بمناسبة مهرجان كلاسيكو الكرة السودانية الذي يجمع غداً القطبين الكبيرين الهلال والمريخ في العاصمة أبوظبي، وأتناول زملاء المهنة في جميع الصحف الخليجية واللاعبين والمدربين القدامى، الذين كانت لهم بصمات واضحة، عندما لعبوا في دوريات منطقة الخليج، كلاعبين أجانب في الستينات والسبعينات، واليوم نلتقي مع الزملاء الأعزاء، في المجال الإعلامي الرياضي.
حيث نتحاور ونلتقي في ندوة، خصصت للعلاقة الرياضية بين البلدين الشقيقين، وكرة القدم تحديداً، لها مذاق خاص عند «الزولات»، لتعلقهم وعشقهم للرياضة والصحافة بشكل خاص، والتي تعتبر وجبة أساسية في حياتهم اليومية، ولنا تجربة جميلة سابقة، عشناها في ناديي النصر والوصل، عندما استضفنا فرق السودان الكبيرة، في منتصف الثمانينات بدبي، واليوم تقدم أبوظبي تجربة مماثلة، نظراً لأهمية دور السودان في تاريخنا الكروي، وفي المنطقة الخليجية عامة.
والرياضة السودانية، لها دور حافل وأبعاد تاريخية، فقد ساهمت، في إثراء العديد من المجالات الرياضية سواء في التدريب أو اللعب، ومن الصعب علينا أن ننسى دورهم وأفضالهم، وبالتالي نكن كل احترام وتقدير لزملاء المهنة، الذين مازالوا يجزلون العطاء أو من رحلوا عن دنيانا، حيث تعلمت منهم الكثير، ووقفوا بجانبي في بدايات عملي وانخراطي في بلاط الصحافة أواخر السبعينات.
ولا أستطيع أن أرد لهم الجميل إلا بهذه الكلمات البسيطة التي أعبر فيها عن محبتي لكل (الزولات)، وهذه المبادرة الإماراتية الطيبة باحتضان الكلاسيكو السوداني، تأتي في عام زايد القائد المؤسس، طيب الله ثراه، وهي تؤكد إيماننا بأهمية دور السودان التاريخي، برغم ما نراه اليوم من اختلاف سياسي ورياضي بين العرب، بسبب «الكراسي» والمناصب، بينما الكرة، لها أهميتها في التقارب العربي، ونحن نحترم ونقدر تاريخ الكرة السودانية الحافل، والذي تربطنا به ذكريات قديمة لا يمكن للمرء أن ينساها بسهولة.
إن ريح السودان تهب دائماً على الخليج، فالأشقاء السودانيون يحرصون على لم الشمل العربي، في كل مبادراتهم السياسية والرياضية، وهذا ليس بغريب عنهم، واليوم نلتقي مع مجموعة من الأدباء ورؤساء الأندية والقانونيين في الندوة، التي تعقد بمقر مجلس أبوظبي الرياضي، بمدينة زايد الرياضية، تحت شعار السودان في قلب الإمارات، ولا شك أن تاريخنا في الخليج عامة والإمارات خاصة، مع الرياضة السودانية، عميق وحافل، في العديد من المجالات الرياضية سواء في التنظيم الإداري أو التحكيمي أو في الطب والثقافة.
وكانت لهم بصمات واضحة، عندما لعبوا دوراً مؤثراً في إقامة دوريات الخليج رسمياً، كلاعبين في حقبة زمنية مهمة، وفي النهاية أقول: شكراً لهذه الفكرة والمبادرة الرائعة، ونبارك لها ونأمل نجاحها وتواصلها، فهي ستسجل وتوثق في تاريخ الرياضة بكلا البلدين.. ونحن نرحب بالقطبين الكبيرين على أرض زايد الخير، وسعداء بمتابعة هذه القمة السودانية، ونحن في الموعد غداً في العاصمة الحبيبة أبوظبي.. والله من وراء القصد.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن البيان