بقلم :محمد الجوكر
حضرت جانباً من الندوات المعرفية لبرنامج الأداء الحكومي المتميز، صباح أمس، بقاعة دولفين بأبراج الإمارات، حول «الشباب مستقبل الحكومات»، وهي واحدة من أهم الندوات، التي أقيمت لأهمية قطاع الشباب، ودوره وحيويته في المجتمع.
لأن دولتنا لديها تجربة رائدة غير مسبوقة، على مستوى المنطقة والعالم، في مجال صناعة الكفاءات والكوادر الوطنية، وتطوير مواهبها القيادية، في مجال العمل الحكومي، وهو ما يعكس إدراكها لأهمية دورهم في قيادة مسيرة التنمية وصناعة المستقبل، بعد أن أصبحوا المحور الرئيسي لعلم حكومات المستقبل، فهم رأس المال الحقيقي الذي تمتلكه أية دولة، لما لهم من دور فعال في تحقيق نهضة الدول، وبناء الأوطان، وبما لديهم من قدرات وإمكانيات كفيلة، بأن تدفع بعجلة التنمية واستدامتها إلى الأمام.
لقد سعدت، وأنا أتابع برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز، خلال العقدين الماضيين. إنه مفهوم مختلف للعمل الحكومي القائم على مبادئ وأسس قابلة للقياس والتقييم والمراجعة والتطوير، محفزاً الجميع من مؤسسات وأفراد في بيئة عمل تنافسية، يتسابقون فيها نحو التميز والريادة، وساهم في الارتقاء بفكر المنتسبين، والتأهيل والمشاركة ضمن فرق عمل ذات إنتاجية نوعية، وكفاءة عالية، ليعبر ببلادنا ومؤسساتها إلى مرحلة استشراف الأمل، والاستشراق نحو تطوير وبناء الإنسان في خدمة وطنه.
مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، في تأسيس مجلس الإمارات للشباب، كانت خطوة مهمة، تؤكد توجهات القيادة للاعتماد على طاقات الشباب، في تحقيق أهدافها ورؤيتها الوطنية، ويجسد ثقة الدولة، بقدرات أبناء الوطن.
فمجلس الإمارات للشباب، ضم في تشكيله الأول 7 أعضاء، منهم 5 فتيات وشابان، يمثلون مختلف إمارات الدولة، بلغ متوسط أعمارهم 23 سنة، وتشكلت المجالس المحلية في الإمارات السبعة، ليبلغ مجموع أعضاء هذه المجالس على مستوى الدولة 49 عضواً.
ولكن ما قام به مجلس الإمارات للشباب كان مثالياً في عام واحد، حيث عقدوا 50 ورشة عمل ومختبراً للابتكار وحلقة نقاشية خرجوا منها بـ 20 مبادرة ومشروعاً، من أبرزها الأجندة الوطنية للشباب، البرنامج الوطني لقيم الشباب الإماراتي وتشكيل مجلس عالمي لشباب الإمارات في الولايات المتحدة، وغيرها الكثير من المشاريع والمبادرات الرائدة.
ونظراً لدور هذه المجالس بدأت الدوائر الحكومية الرسمية، تُنشئ مجالس شابة فيها لتؤدي دورها التنموي والفكري، وهي فكرة تستحق التوقف عندها وتقييمها.
حققنا قفزات كبيرة، نحو طموحاتنا المستقبلية، وأطلقنا العديد من المشاريع والمبادرات التي تمكننا من بلوغ أهدافنا، وتحقيق رؤاها، فأصبح لدينا وزيرة لقطاع الشباب، بعد أن تحوّل القطاع من الهيئة العامة للشباب والرياضة، إلى أجندة منفصلة تماماً عن الرياضة لتسير وتواكب التطور الذي تشهده دولتنا.
وبصراحة سررت كثيراً وأنا أتواجد بين خيرة شباب الوطن وهم يقدمون أفكارهم وإبداعاتهم، وهم يملكون القدرة الهائلة لتحقيق أحلامنا وطموحاتنا. فشكراً للمنظمين والمشاركين على مثل هذه الندوات التي تُطمئننا على أن مستقبلنا بخير طالما لدينا شباب واعد متميز.. والله من وراء القصد.