بقلم : محمد الجوكر
ما زال قرار رفع الحظر على الكرة العراقية، يلقى صدى واسعاً محلياً وإقليمياً ودولياً، وقد زارني صديق عراقي، وهو رجل أكاديمي، معروف له عدة مؤلفات رياضية أولمبية، وتعجبني جلساته، لأنها كلها مرتبطة بالرياضة والعلم والذكريات الحلوة أيام زمان، وبعد أن أعلن (الفيفا)، قرار رفع الحظر عن استضافة المباريات الدولية في العراق، بعد الجهود الخيرة التي بذلت، وبعد أعوام عجاف مضت على الرياضة العراقية، وكانت للمباراة الودية التي جمعت أسود الرافدين مع الأشقاء السعوديين في البصرة، الأثر الكبير في الأوساط الرياضية عامة، بل إن أبناء الرافدين، سيتقدمون بدعوة رسمية لمنتخبنا الوطني، للعب هناك.
وأتذكر، أن فريق الخليج بالشارقة، قبل اندماجه مع العروبة، وهو الشارقة الحالي، قد لعب في الملاعب العراقية، في مدينة السليمانية، كأول فريق إماراتي لعب هناك عام 1970، في جولة كروية، شملت سوريا والعراق ولبنان، فالعلاقة قوية بيننا، وتربطنا بالأحبة علاقات تاريخية مصيرية، فدائماً تقيم الفرق العراقية معسكراتها في الدولة، ولنا مع نجومها الذكريات التي لا تنسى، وهناك عشرات المدربين العراقيين، دربوا فرقنا، وحققوا معها العديد من المكاسب، ليس فقط على مستوى الكرة، وإنما في كافة الرياضات الأخرى، فنشعر بهم، فهم إخوة أعزاء لنا، يتمتعون بكفاءات علمية إدارية عالية، وآخر هذه الكفاءات، هو مدرب نادي الطلبة ومنتخب العراق، د. جمال صالح، والذي أصبح مديراً فنياً لنادي الشارقة، فالرجل أكاديمي، يتمتع بحسن التعامل والكفاءة العملية، والاختيار صادف أهله، بعودته إلى النادي.
وكان من ثمار لقاء البصرة التاريخي، أن تبرع خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، بتشييد ملعب دولي جديد، وهذا لقي ترحيباً شعبياً كبيراً، لما له من أثر معنوي، قبل أن يكون مادياً، وذلك لعودة العلاقات الأخوية بين الأشقاء إلى سابق عهدها، وجاءت هذه المكرمة، نتيجة حفاوة الاستقبال والترحيب الشعبي الفني والرياضي من أبناء البصرة خاصة، والعراقيين كافة، لإخوانهم السعوديين، الذي طال انتظار اللقاء بهم، ولا شك أن عودة العراق للحضن العربي، الذي لا غنى عنه، أدخل الفرحة في قلوب العرب جميعاً، وأغاظ الأعداء، وهنا، علق صديقي وضيفي قائلاً باللغة العامية، التي يطلق عليها في جنوب العراق (بالحسجة)، «إجونا 90 دقيقة وأطونا ملعب وأكو ناس صار لهم 15 سنة، مقشمرينا باللبن الحامض، ويا ريت على اللبن المنتهي الصلاحية فقط»!!، وهذا يدل على أن الرياضة لغة الشعوب، شعارها المحبة والسلام، وصدق من قال «إن الرياضة تجمع، والسياسة تفرق».
والعراق صاحب تاريخ حافل في المجال الكروي، وله صولات وجولات، في كل الدورات القارية والدولية التي وجد فيها، ونحن فخورون بهم، على اعتبار أن كرة القدم، هي رسالة إنسانية إلى شعوب العالم، وبالتالي، العراقيون إخوتنا، ونتمنى أن تسجل الكرة العراقية عودة موفقة، وتعيد لنا ذكرياتها الجميلة، يوم كانت تصول وتجول، وليقول الجميع بصوت واحد «كلنا العراق».. والله من وراء القصد.
نقلا عن البيان