بقلم : محمد الجوكر
عشت لحظات سعيدة لا تُنسى، بالمدينة الخضراء (العين)، التي أحبها كثيراً، لأنها أخذت بيدي وعلمتني وأكسبتني العلم والمعرفة والثقافة العالية والعلاقات الرياضية الواسعة، مع كبار المصادر الإخبارية، وتذكرت أيام الدراسة والعمل، من قاعات جامعة الإمارات، حيث كنت أدرس صباحاً وأعمل ليلاً، وعشت فيها أحلى أربع سنوات من عمري، خلال دراستي الجامعية، وتخرجت ضمن الدفعة الخامسة، فكانت أياماً جميلة، تذكرني بتجربة مفيدة، وهي بداية وانطلاقة الأنشطة الطلابية الرياضية في مرحلة الثمانينيات.
وكم كانت سعادتي اليوم، وأنا أقف في قاعة الجامعة الجديدة، وألقي محاضرة عن «الرياضة في فكر زايد»، أمام حشد من الطلاب، وهذه المحاضرة واحدة من أكثر من 30 محاضرة قدمتها في مجال الصحافة والإعلام الرياضي، إلا أن لقاء الأمس، كان مختلفاً، لأن الموضوع له أهمية كبيرة لنا جميعاً، يتناول اسماً عزيزاً علينا، وهو زايد الخير باني ومؤسس الدولة حكيم العرب، ونحن نتناول سيرته العطرة في أمسية طلابية أسعدتني، وكم أثلج صدري، العودة إلى مقعد الدراسة، ولكن هذه المرة، بشكل مختلف، ومشارك في نقل الصورة، عن تجربة شخصية متواضعة، رويتها لأبنائنا الطلبة، والأجواء التي وجدتها شجعتني، على قبول الفكرة، لأنها تخلق المزيد من العطاء الفكري.
أمس، كنت سعيداً، وأنا في موقع الجامعة الجديد المفخرة، فالمكان المحبب لقلبي شدني منذ بدايات دخولي عالم الصحافة، حيث تعلمت فيها كل الجوانب النظرية والإعلامية، وهذا الصرح الكبير، أنشئ عام 1976، بقرار من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ليكون صرحاً تعليمياً، ويكون هدية ثمينة غالية، لأبناء وبنات الوطن من مختلف الإمارات والمدن والقرى، يتلقون تعليمهم الجامعي، ويفتح بذلك الآفاق أمام الآلاف ممن تعلموا ودرسوا فيه، ويصبحوا بعد ذلك من كبار رجالات الدولة، يتبوؤن المناصب العليا المختلفة.
وفي عالم الرياضة أخرجت العديد من قيادات الرياضة الإماراتية، من إداريين ولاعبين وحكام وإعلاميين ومدربين، فجامعة الإمارات كانت ولا تزال المؤسسة التعليمية، التي ضمت أكثر أبناء وبنات الدولة، ليس في قاعات الدراسة ومرافقها المختلفة، بل التقوا في حب كبير للوطن وقيادته، الذين أكرمونا بهذا العطاء، لتكون مدرستنا الحقيقية الأولى في الحياة.
وكانت الرؤية، منذ البداية ثاقبة للقائد المؤسس، ماضية نحو تبديد ظلام الجهل بنور العلم، فكانت لجامعة الإمارات، في قلب كل إماراتي، مكانة لا ترقى إليها سواها، من سائر المؤسسات التعليمية، المسار الذي حقق حلم الوطن، ليمضوا في مسيرة بنائه عبر العلم والتعلم، ونتذكر بكل حب وعرفان، الدعم الكبير، الذي كان يوليه الراحل للجامعة.
ولا أنسى اللحظة التاريخية، وأنا استلم شهادتي الجامعية «ليسانس آداب تخصص إعلام منفرد»، في صالة نادي العين، القاعة التي كنت أغطي فيها مباريات فريق العين للألعاب الجماعية «محرراً»، وما تشهده الجامعة «الأم» اليوم، لا يغيب عن الأذهان، خاصة مشهد احتفالات التخرج، التي كان يحرص القائد، طيب الله ثراه، أن يحضرها ويصافح الخريجين واحداً واحداً.. والله من وراء القصد.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن البيان