بقلم : محمد الجوكر
وأنا ذاهب إلى ديوان محمد الذاير نجم نادي القادسية الكويتي، بدعوة لحضور جلسة ودية مع نجوم الزمن الجميل، بمشاركة نجم العراق أحمد راضي، الذي وجد ترحيباً، بحضور خلف سطام ومحمد المسعود وإبراهيم الدريهم، الذين لعبوا في الدورة الأولى، وفازوا فيها، وجاسم يعقوب والحوطي ونعيم سعد وفتحي كميل، الذين تألقوا في قيادة الأزرق بعد ذلك، منها الصعود بالفريق إلى نهائيات كاس العالم بإسبانيا عام 82، الجلسة استثنائية في دورة استثنائية، وفي ليلة ليست ككل الليالي، جميلة وودية وحبية وبسيطة، دون تكاليف، تحولت إلى باب الذكريات الحلوة أيام زمان، التي تميزت بها دورات كأس الخليج، بينما اليوم أصبح «الضرب على ودنه»، من تحت وفوق الطاولة، لأننا افتقدنا الأيام الحلوة، ورجال الزمن الجميل، وابتلينا بناس «منافقين» غاوية مشاكل ووجع الراس!
جلست بجوار فيصل الجزاف نجم طائرة القادسية والمنتخب، الرئيس السابق للهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضية الكويتي قبل التقاعد، واصفاً الجلسة بكلمة هذه دورة الخليج الحقيقية، جمعنا ولا تفرقنا، وشاركنا أيضاً د. حمود فليطح نجم المنتخب ونادي كاظمة، والمرشح خلال أيام لتولى رئاسة للهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، تذكرنا بعض الحكايات التي واجهت الكويت في تنظيمها أول دورة خليجية الثالثة، في الفترة من 15- 29 مارس 1974، التي شهدت نقلة نوعية في العديد من الأمور، كان أبرزها إقامة المنافسات على ملاعب مزروعة بالعشب الطبيعي، وظهور التليفزيونات الملوّنة والنقل المباشر للمباريات، ولعل من الغرائب التي صاحبت هذه الدورة، نفاد كمية التليفزيونات من السوق الكويتية، حيث اضطرت الجماهير للسفر إلى البحرين وشراء التليفزيونات، من أجل مشاهدة ومتابعة اللقاءات، حيث نقلت قنواتنا المباريات بصوت الزملاء المرحوم فاروق راشد وعبد الرحمن حوكل، ومباراة واحدة علقها محمد صفر، قبل أن يغادر مع سلطان السويدي إلى اليابان، لمتابعة بطولة العام للطاولة، وترأس الوفد يومها، المرحوم غانم غباش، وقد اعتمد تطبيق نظام المجموعتين، بعد انضمام عمان إلى ركب المنتخبات المشاركة في الدورة، بعد الاعتراف الدولي بالمنتخب العماني، والذي يتألق في خليجي 23 حالياً. حيث وزعت المنتخبات الـ 6 على مجموعتين، ولكن هذا النظام لم يكن ناجحاً، بسبب الاستياء الذي بدر من معظم الجماهير الخليجية، والتي كانت تترقب مشاهدة المنتخبات تخوض الدورة بنظام الدوري، كما في الدورتين الأولى والثانية. وأقيمت بدوري من دور واحد بعد ذلك، قبل أن تنضم اليمن، وتعاد مرة أخرى إلى نظامنا الحالي.
برغم النجاح التنظيمي للكويت، إلا أن منتخبها ظل يعاني من أزمة قبل انطلاق المنافسات، تجسدت في الخلاف بين اللاعبين والمدرب بروتش، إلا أنه، وبتدخل المغفور له الشيخ سعد العبد الله السالم، عادت المياه لمجاريها، وفازت بالدورة في نهائي «نار»، وأبرزها فوز منتخبنا بنتيجة كبيرة على البحرين 4/0، وفيها تفوق مدربنا المصري شحته على مواطنه المدرب حمادة الشرقاوي، في ثاني دورة خليجية قاد فيها منتخبنا، وفيها شكلت لأول مرة رابطة لمشجعينا، قادهم طلابنا في جامعة الكويت، وأشرف عليهم النجم الكروي السابق لنادي النجاح، مظفر الحاج، والذي تولى بعد ذلك الإشراف على الملحقية الثقافية في الكويت، بل مثل منتخب الجامعة، لأنه كان متوفقاً علمياً ورياضياً.. والله من وراء القصد.