بقلم : محمد الجوكر
تدخل بطولة خليجي 23 والتي تستضيفها الشقيقة الكويت جولتها الثانية اليوم، بلقاءين مهمين، الأول يجمع منتخبنا الوطني مع شقيقه السعودي، والثاني بين الكويت وعمان، وقد أعد منتخبنا نفسه لخوض هذه المباراة المهمة أمام فريق شاب متطلع لتحقيق المجد، على أمل أن يواصل الأبيض تفوقه وحصد الثلاث نقاط ، وتجاوز هذه المحطة الصعبة، وشخصياً أيا كانت النتيجة فالكل فائز في هذه المباراة، سواء منتخبنا أم الأشقاء، فكلانا واحد، ومصيرنا واحد، وشعبنا واحد، فنحن وهم علاقتنا راسخة فوق هام السحاب.
توقف قليلاً لمباراة أول من أمس، التي شاهدتها من استاد نادي الكويت، أشهر الملاعب الخليجية، كونه الوحيد الذي استضاف أربع دورات لكأس الخليجي منذ انطلاقتها حتى الآن، وقد ذكرتني بالذي مضى من أيام زمان، حيث أقيمت أول مرة عليها منافسات خليجي 3 عام 74، وبعيداً عن الملعب، فقد أعجبتني صورة المنتخب البحريني الشاب، حيث يشارك لاعبوه جميعاً للمرة الأولى في بطولات كأس الخليج، بعد أن أصر المدرب التشيكي على ضرورة التغيير الكامل. وقدم الفريق عرضاً جيداً أمام نجوم الرافدين، كأحد الفرق المرشحة للقلب، والبحرين لها مكانة خاصة في دورات الخليج، لأنها أرض البدايات، لما لها من دور في مختلف أوجه الحياة، ونخص الرياضة تحديداً، فهي دائماً وأبداً مفخرة لكل أبناء المنطقة، فقد ظهرت فيها الرياضة منذ عام 1918، ونقلتها لبقية دول الجوار، ما انعكس على الوضع الرياضي العام بالمنطقة، واليوم تنتظرها أحداث كثيرة، التي ستخوضها، فلا أحد يستطيع أن ينكرها، فقد جاءت توجيهات المسؤولين هناك، بأن الفريق يتم التحضير له من أجل كأس العالم 2022 من الآن، وفق استراتيجية حددها مؤخراً.
وقد خرجت بانطباع وثقة تامة، بأن قيادات الرياضة البحرينية، قادرة على قيادة السفينة إلى بر الأمان، فسوف تجد الدعم الأكبر والتطلع لبطولات جديدة مقبلة، لأن وراءها ناس يحبون الخير ويعشقون البلاد، هدفهم البحرين، التي أصبحت اليوم واحدة من الدول التي يشار إليها بالبنان، والهدف الحقيقي الذي يسعى إليه الجميع، هو الوطن، وقد لاحظت من خلال جلوسي مع الوفد هنا في الكويت، الدور الذي لعبه الجميع من قيادات ورجال أعمال وإعلام واعٍ وناضج، ساهم في تحقيق الاستقرار، فالبحرين اليوم غير.
هنيئاً لهم بهذا النهج الجديد، الذي يضاف إلى إنجازات الرياضة، الذي يعود الفضل فيه لتوجهات سامية لتنفيذ الخطط والبرامج الاستراتيجية، فهذه العملية المترابطة مع بعضها البعض، وراء هذه التوليفة الناجحة، تقديرنا الكامل، ملكاً وحكومة وشعباً، على الجهود الطيبة المبذولة من أجل أهمية دور الرياضة، مؤكدين أن هذا التوجه الجديد يحسب للرياضة البحرينية، بل للرياضة الخليجية خاصة، والعربية عامة، وأملنا كبير لتنفيذ هذا الدور الحيوي، والمضي قدماً في تحقيق ومواصلة الإنجازات الرياضية المشرفة.
فما زالت في الأذهان قصة «أرض دلمون» الجميلة، التي لا تنسى مع الرياضة وكرة القدم بالتحديد، فلولاها لما حققت الرياضة الخليجية هذه الإنجازات والمكاسب.. والله من وراء القصد.