بقلم : محمد الجوكر
«الرياضة في فكر زايد»، هذا عنوان الكتاب الذي تشرفت بتقديمه في مناسبتين رياضيتين كبيرتين، الأولى خلال مباراة كأس السوبر التي أقيمت في القاهرة، وجمعت الوحدة والعين، والثانية في المعرض التراثي الذي أقيم على هامش حفل قرعة كأس رئيس الدولة ومسابقة دوري الأولى، وتكريم المتميزين من الهواة، وكان ذلك لعدة أسباب، أهمها الوفاء لقائدٍ ومؤسس، رحمه الله، أعطى لبلادنا الكثير في كافة المجالات، ومن بينها المجال الرياضي، الذي بصدده خرج إلى النور هذا «الكتاب»، الذي أعتز كثيراً بإصداره، وهو هدية متواضعة، ورد لجميل من بنى الوطن، وأفاض بخيره على أبنائه وكافة أبناء الأمتين العربية والإسلامية، وإذا كان هذا الكتاب قد اختص بالمسيرة الرياضية، لأن توجهنا الوطني في صحيفة «البيان»، كان منذ اليوم الأول، مواكبة إطلاق الدولة على هذا العام «عام زايد»، فالمناسبة عزيزة على نفوسنا جميعاً، ليس لأبناء الإمارات فقط، وإنما في قلوب ونفوس كل من أحبوا زايد الخير، طيب الله ثراه، وما أكثرهم على مستوى العالم.
هذا العمل يسرد حكايات ويقدم صوراً من مآثر حكيم الأمة للرياضيين، وكيف جعلتهم رعايته الأبوية وتوجيهاته، أبطالاً وفرساناً، مارسوا الرياضة، واعتلوا منصات التتويج، وحققوا الأمجاد والإنجازات، وانتزعوا الذهب والمراكز الأولى في كل المشاركات، وكانوا القدوة والنبراس لقطاع عريض من مجتمعنا، هو قطاع الشباب، وإحقاقاً للحق، ورد الفضل لأهله، كان لا بد من مثل هذا الكتاب التوثيقي، الذي أعتبره بمثابة مشروع وطني هام، نقدم فيه فكر الوالد زايد طيب الله ثراه في الرياضة، و تأثيره على الرياضيين، وأن يكون شاهداً على العصر، وسجلاً وشاهداً، من شواهد التاريخ، فالكتاب هو الأول من نوعه على مستوى الوطن، فقائدنا كان نموذجاً صادقاً في التضحية والعطاء الاجتماعي، ومثالاً للوطنية، وعلى نهجه سار شبابنا، لأنهم شعروا أنهم أمام مسؤولية وطنية، تستدعي منهم البذل والعطاء من أجل الوطن، وهذه الصفحات المليئة بالتفاصيل عن مسيرة القائد المؤسس وحبه للرياضة، كقائد عظيم، عاهد نفسه على خدمة الأمة ورعاية شبابها، من منطلق إيمانه بأهمية دور الشباب في خدمة وطنه، فالمهم هو رفعة شأن شباب الأمة، كل الحاضر وأمل المستقبل.
وزايد، كان الأب الحنون للجميع، وهو أحب الرياضة بمعنى الكلمة، والرياضة اليوم، أصبحت محطة أساسية في حياة المجتمع، ومن خلال السير على نهجه، وصلنا اليوم لما وصلنا إليه من عز وتطور، من خلال سرد قصص من علاقة الرعاية بين القائد المؤسس وشباب الإمارات، وبهذه المناسبة الخالدة، نعاهد أنفسنا جميعاً، بأن نؤدي الرسالة الموكلة إلينا بكل أمانة وإخلاص، واضعين في الاعتبار، أهمية دور الشباب في مواصلة الإنجازات الرياضية، فالشباب هم عماد المستقبل، وباني النهضة العلمية والتنمية، ومن هنا، نؤكد على أهمية هذا التوثيق التاريخي للقائد المؤسس، ودعمه للمسيرة الرياضية، بعد أن أصبحت الرياضة اليوم، واحدة من أهم المرتكزات التي تعتمد عليها الدول والحكومات، ونأمل أن يسهم الإصدار، في إثراء المكتبة الوطنية، بإنجازات شباب الإمارات من التأسيس إلى التتويج.. وفقنا الله جميعاً لخدمة هذا الوطن المعطاء.. والله من وراء القصد.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
المصدر: جريدة البيان