بقلم : محمد الجوكر
* قمة الوفاء بين الكبار في روسيا، ذكرتني بالواقعة الشهيرة، عندما قبّل أسطورة الأرجنتين دييغو مارادونا، رأس الأسطورة الكبرى بيليه، بحضور الرئيس الروسي بوتين، وذلك قبل انطلاق قرعة كأس العالم قبل أيام، في قصر الكرملين، برغم ما حدث بينهما من تصريحات ساخنة، هاجم فيها كل منهما، وخاصة مارادونا مدرب نادي الفجيرة، .
والذي يبدو أن التعاقد معه، كان لمجرد الترويج والدعاية، طالما نراه أسبوعياً متواجداً بين الأحداث العالمية، فقد ترك الفريق أربع مرات، تلبية للدعوات، ومع ذلك يتصدر الفريق مع كلباء دوري الدرجة الأولى برصيد 8 نقاط، وليس الذنب ذنبه، فهو نجم كبير، مطلوب في الأوقات والزمان، خلق لنفسه سمعة كروية هائلة، لا تستطيع إدارة ناد في دوري للهواة، أن ترفض طلبه، فالنادي يتلقى الدعوات والطلبات لحضور الأسطورة لتلك المناسبات الكبرى!
* تأثرت كثيراً، عندما شاهدت الجوهرة بيليه، يصل إلى القاعة على كرسي متحرك، يمر بين العمالقة، بعد أن كان نجماً غير عادي، بأخلاقه وفنه وموهبته، ومع ذلك أصبح نجماً فوق العادة، في كل المناسبات، فمثل هؤلاء لا يتكررون، ومن الواجب أن نتذكرهم، ونعرفهم إلى جيل اليوم.
وكيف كان هؤلاء وكيف أصبحوا اليوم، فالنجومية هي أن تحافظ على نفسك، لكي تصبح رمزاً في عالم الرياضة والكرة خاصة، وأتذكر زيارة الجوهرة السوداء بيليه إلى دبي في 19 فبراير 73 لأول مرة، وفي كل مناسبة يحظى النجم العالمي القدير، بتكريم خاص من الأسرة الرياضية، نظراً لمكانة هذا النجم المرموق.
والذي لم يصل أحد من نجوم الكرة العالميين إلى مستواه، بسبب الموهبة الخارقة التي تمتع بها بيليه، وشاهدناه وهو يلعب على الطبيعة على ملعب رملي، عندما كان أحد لاعبي نادي سانتوس البرازيلي، خلال الطريق إلى المنطقة العربية،.
وكان يضم أشهر لاعبي المنتخب البرازيلي الذي حصل على كأس العالم عام 1970 بالمكسيك، وكان لزيارة نجوم السامبا، أثرها الجماهيري والإعلامي في الرياضة العربية، فبعد الكويت، كانت وجهة بيليه إلى مدينة دبي، ولعب بيليه مباراة تاريخية أمام نادي النصر وفاز سانتوس 4/1 وكان ذلك على ملعب استاد دبي الكبير، وبالتأكيد ستخصص إدارة النصر، ركناً للجوهرة بيليه، في متحف النادي المزمع إقامته قريباً.
* لقد زارنا بيليه عدة مرات، والتقى أشبال الأهلي الجزيرة والوصل والنصر، عندما كانت إدارات الأندية تفكر وتعمل، عكس اليوم، كل التفكير ينصب في الفوز وتغيير المدربين والتعاقد مع لاعبين فاشلين أجانب، وبيليه كان يجد الاحترام من الجميع، لأنه ذا معدن أصيل لا يصدأ، فهو جوهرة حقيقية نجح بجهوده في إبراز وجه كرة القدم العالمية وحببنا في اللعبة ونحن صغار، واليوم نراه في هذا المشهد المؤثر، ولا بد من أن نتعلم ونستفيد من هؤلاء العمالقة الذي أفنوا حياتهم للساحرة المستديرة!!
* إن قُبلة مارادونا على رأس الجوهرة بيليه، منتهى الوفاء، فهل نتعلم الوفاء في زمن اختفى فيه الوفاء.. والله من وراء القصد.