بقلم : محمد الجوكر
أيام زمان الجميلة، كلما أتذكرها، أتشوق لذكريات الماضي، لما فيها من مواقف لا تنسى، حيث كان يلتقي رجال الزمن الجميل في المقاهي الصغيرة، في جلسات ودية، كان لها طابعها الثقافي والأدبي والاجتماعي، وبعض من الرياضة، لأنه لم يكن لدينا وسائل إعلام، كما هو الحال الآن، وهنا أتناول حقبة الخمسينات، حيث تعودنا أن نلتقي يومياً في مقر مبنى السعادة، في نادي شباب الأهلي.
ومن بين الأحبة الدائمين في الجلسة، القطب الرياضي الكبير قاسم سلطان، فالجلوس معه، يذكرك ببعض المواقف التاريخية الطريفة، التي تستهويني كثيراً، بل أدونها وأحفظها جيداً، لأنها تأتي من رجل معروف على المستوى الرياضي، يملك تاريخاً حافلاً، ومن بين الأوراق الهامة التي نشرتها من قبل، القرار الصادر من سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي وزير المالية، بالموافقة على اتفاق أندية دبي، بأن يكون سموه رئيساً فخرياً لاتحاد كرة القدم بالإمارة.
وقد صدر القرار يوم 15 شوال عام 1389 الموافق 23 ديسمبر عام 1969، وقد أجمعت أندية دبي في تلك الفترة، على اختيار أعضاء يمثلون إدارة الاتحاد بدبي، وهما المرحوم حميد الطاير رئيساً، وكان نائباً لرئيس مجلس إدارة نادي النصر، وقاسم سلطان نائباً للرئيس، ممثلاً لنادي الوحدة، وهذه الفترة، حملت تاريخاً مهماً، وذكريات مع لعبة، أصبحت تمثل نقطة تحول في مسيرة الرياضة الإماراتيةـ.
ويقول «بوصلاح» هنا عن أحد رموز الرياضة، وبالتحديد المغفور له حميد الطاير، أنه كان له دور بارز في مسيرة نادي النصر، منذ فترة الستينات، فقد اختير في أول رحلة للنادي إلى القاهرة، وتولى رئاسة البعثة عام 1970، ولعب هناك أمام الزمالك والأهلي، وقد تعود «بو أحمد» أن يستمع إلى التعليق الكروي من الملعب بواسطة الميكروفونات، التي كانت تنقل هنا، أصوات المعلقين المصريين في ملاعبنا، منهم عبد المنعم رضوان وفاروق راشد.
وحينما ذهب مع النصر إلى مصر، سأل «الطاير»، أين صوت المعلق، كما تعودنا أن نستمع إليه؟!، قالوا له إنه ينقل مباشرة للإذاعة والتلفزيون، وليس عبرميكروفونات، كما كانت تحصل في ملاعبنا، عندما نستمع إليها من الرياضيين المخضرمين، وتلك من الذكريات الجميلة، الواجب علينا كإعلاميين، أن نكتبها ونرسخها للأجيال الحالية والقادمة.
وكان أول من علق في الدوري المصري، المرحوم محمود بدر الدين، وقام بالوصف التفصيلي عام 1948، من الإذاعة، مع صافرة أول مباراة في الدوري العام، وكان أول معلق كرة قدم على سطح الكرة الأرضية، وهو صاحب فكرة مسابقة الدوري، وأول سكرتير عام لاتحاد الكرة.
كما يقول عبد الرحمن فهمي الصحفي بجريدة الجمهورية المصرية، وحتى «نحن»عندما حضر إلينا المعلق عبد المنعم رضوان، للعمل كمدرس تم الاستعانة به كسكرتير فني لاتحاد الكرة في دبي، وقام بالتعليق باللهجة المصرية على بعض المباريات، وكان اللاعبون يستمتعون بصوته، ولا ننسى أيضاً، الكابتن ميمي الشربيني، المعلق المعروف في مصر.
ثم جاءنا مدرباً للعميد النصراوي، وقاده في فترة السبعينات، أمام فرق أوروبية وعربية، خلال فترة سيطرة النصر مع نده التقليدي الأهلي، كما درب أيضا منتخبنا العسكري، ومازال يقوم بزيارته لمعشوقته دبي، هذا هو الرعيل الأول،والذي يملك خزائن من الذكريات.. والله من وراء القصد.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن البيان