بقلم : محمد الجوكر
أخبر المصطفى «صلى الله عليه وسلم»، أنه سيأتي على الناس زمان تكثر فيه الفتن إلى غير ذلك من طوفان الفتن.. أكتب هذه الكلمات بعد تغريدة الفتنة التي كادت أن تسبب لنا جميعاً أزمة حقيقية، نحن في غنى عنها خلال منافسات دورة الخليج العربي لكرة القدم، والتي تعتبر أكبر الأحداث المقامة حالياً في المنطقة، ولا ندري سبباً في تغريدة بهذه الصورة السيئة التي أثارت ردة فعل قوية.
ولا أخفيكم سراً أنها سببت لنا جميعاً صداعاً لمن يحب استمرار الدورة وفعالياتها. لولا الحكمة والتصرف السليم لكادت الأمور أن تتطور، ولكن إرادة الجميع بتطبيق شعار خليجي إلى الأبد حسم الأمور. فقد شدّد رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم على أن الحقيقة الكاملة لـتسريب مقاطع من حفل افتتاح «خليجي 23» ستظهر قريباً.
ومن جانبنا نؤكد أن البطولة الخليجية ستستمر حتى نهايتها، والإشاعة عن انسحاب الفريق السعودي، غير صحيحة جاءت أيضاً على تغريدة المستشار تركي الشيخ، نافياً ما نسب إليه.
فمن هو المسؤول عن تعكير صفو هذه الفرحة بالبطولة وبرفع الإيقاف، عبر تسريب مقاطع معينة لبعض القيادات خلال حفل افتتاح البطولة التي جرت بالمنصة الأميرية!! فقد أوصلت الإشاعة المغرضة الأمور إلى مستوى عالٍ. فقد التقى رئيس مجلس الأمة الكويتي والذي يبرز دوره كرجل قوي في الساحة الرياضية والبرلمانية بعد «التغريدة» التي أثارت وهزت أركان «خليجي 23» المستشار بالديوان الملكي السعودي الأمير تركي بن محمد بن فهد، على هامش زيارته، مؤكداً له ما هو مؤكد، من أنه لا انسحاب للفريق.
وبدورنا جميعاً وافقنا على المشاركة دون أن نفكر بتخريب الدورة، فهدفنا هو أن نحافظ على استمراريتها كعادتنا على إنجاح أية فعالية أو تظاهرة أو أي جهد داخل دولة الكويت، فالبطولة الخليجية ستستمر إلى نهايتها داعياً بأن لا نلتفت لمن يحاول أن يتصيد في الماء العكر.
فالدورة باقية ولا بد أن نفكر إلا في نجاحها. علينا الحذر من التلاعب في ظل التواصل الاجتماعي، الذي يسعى إليه البعض من تدمير البعد الإنساني والاجتماعي إلى التخريبي، ما علينا هو السعي بتقديم الصورة المشرفة ونحمي دورتنا من سقوطها بسبب استغلالنا التقنية الحديثة بصورة سيئة، لما يضر بسمعتنا ويدمر من طموحاتنا. فلا بد أن يتم التحقيق بمعرفة من كان سبباً في «تغريدة الفتنة». فهناك للأسف أعداء الفرح لمن لا يحب الفرح إلا لنفسه!!..
متفائل كثيراً بشأن التغيير في النهج الرياضي الجديد هنا «الكويت»، بعد دلالات في محاولات إصلاح البيت الرياضي عامة، والكروي خاصة، وتجاوز أخطاء وخطايا الماضي، ولعل خليجي 23 يأتي في أجواء احتفالية تعبيراً عن فرحتنا الأولى جميعاً برفع الإيقاف، وعودة بطولة الخليج إلى أحضان الكويت، عروس الكأس الغالية، بتاريخها العريق ونجومها الكبار وذكريات زمان العطرة بأجمل اللحظات في تاريخ الأزرق البهي.
من يسترجع هذه السنوات مع الكأس الغالية سيجد الكثير من الذكريات الجميلة التي يحملها كل خليجي في أعماقه فهذه البطولة هي تجربة عمر تحمل لنا من الذكرى الطيبة ويكفي أنان تعلمنا فنون الإعلام الرياضي من بين كواليسها وعلى مدرجاتها.. وشخصياً أتمنى أن تواصل الكرة الكويتية العملاقة رحلتها في عالم المنافسة الشريفة حتى تبحث لها عن هوية وعن مكانها اللائق على منصات التتويج..والله من وراء القصد.