بقلم : محمد الجوكر
ــ قبل أكثر من عشرين سنة، خرج خلف الحبتور، رجل الأعمال المعروف، بحديث نشرته «البيان»، أجراه المرحوم علاء إسماعيل، حوار ما زال في الذاكرة، عندما طرح رغبته بأن لديه الاستعداد لشراء نادي النصر، بسبب مكانته وعراقته وموقعه الاستراتيجي في الإمارة، إلا أن الفكرة رفضت، لأن الحكومة تدعم وتقف خلف الأندية، وتنمي قدراتها المالية، وتسهم في دورها الاجتماعي والرياضي، بل ترى الحكومة أن الأندية، هي مكان هام لاستثمار أبناء الوطن في ما يخدمهم، ولا تفكر في عملية بيع الأندية، لأن الأساس الذي أنشئت من أجله الأندية، هو الحفاظ على الشباب، وهي سياسة حكيمة، يحرص عليها قادتنا، واليوم، دخلنا إلى عالم العولمة، وأصبحت خصخصة الرياضة مطلوبة، لتلعب دوراً مهماً وحيوياً في تطويرها، وهي من أهم الأدوات التجارية ذات النفع والمردود الإيجابي، نحو بناء استراتيجية رياضية مستقبلية ترتكز عليها، والخصخصة في مجال الرياضة، محور الارتكاز في الاستثمار، كالأسهم والعقار والسياحة، وقد قرأت في الكويت مؤخراً، رغبة فوزي الحساوي رئيس القادسية الكويتي السابق، مشروعه لتحويل قطاع كرة القدم بالنادي، إلى كيان تجاري مستقل، يواجه بعض العراقيل، على الرغم من إعلان إدارة النادي، الموافقة بشكل مبدئي على العرض، ولكن يبدو أن خلافاً قد ظهر، بسبب الردود التي كانت تتم بين الطرفين على التويتر!!
ـــ تحريك الساحة بوضع قانون خصخصة الرياضة، وبتعديل بعض أحكام المرسوم بالقانون وخصخصة الأندية، ستحررها من فردية العمل والاعتماد فقط على الدعم الرسمي، وترفع كفاءتها، وتتيح حرية الاستثمار لها، ضمن نطاق ممتلكاتها وأنشطتها، رغم ما تعانيه الأندية من عجز مادي، وانغماسها في الهواية، برغم أنها تطبق الاحتراف المالي فقط، واليوم، لا بد أن تدار الأندية بفكر تجاري ممزوج بالكفاءات الرياضية، وتطبيق الخصخصة، يحتاج إلى عمل بحوث اقتصادية ودراسات، من أجل التنبُّؤ بالمشاكل المستقبلية التي يمكن أن تواجهنا أثناء تحويل النادي من قطاع حكومي إلى قطاع خاص، تحتاج إلى قرار لتطبيقه، ولا بد أن يصاحب خصخصة الأندية، على خط موازٍ لها، إنشاء قنوات رياضية خاصة لدعم الرياضة بشفافية، ونقلها بطريقة مناسبة، والترويج لها من أجل زيادة روافد الدخل للأندية، وذلك من خلال الإعلانات التجارية.. إذا كنا نصبو إلى تطوير الرياضة، وتوفير الأموال الحالية التي تصرف على الرياضة، لإيجاد مردود لها، من أجل الخروج من عنق الزجاجة، والدفع بالمصلحة الوطنية إلى الوصول إلى تطبيق الاحتراف الكامل، وتحويل الأندية إلى كيانات تجارية حقيقية.
ـــ حتى لا نقرأ فقط، يجب أن نتعمق ونسعى لأن تلعب الأندية التي تحمل أسماء شركات كروية احترافية، فبعضها هنا صرفت مئات الملايين، إذا لم يكن لنا فكر استثماري تخصصي، فسوف تغلق الأندية وتتراكم عليها الديون، كما حصل، صحيح أن المسؤولين لن يتأخروا في دعم الأندية، ولكننا بحاجة إلى ناس تفكر وتحاول وتبذل الجهد، ولا نريد أن نبعثر الأموال من كل صوب وحدب، هناك أولويات وأساسيات، لا بد أن نقلب الهرم المقلوب ونصححه، الرياضة اليوم تغير مفهومها إلى عالم المال والاستثمار!!.. والله من وراء القصد.