بقلم : محمد الجوكر
اليوم يتجدد الظهور الثاني للمنتخب الوطني، على مسرح العرس القاري، أمام منتخب الهند، والذي ظهر بصورة مغايرة، بعدما نجح في إلحاق تايلاند بهزيمة ثقيلة، نتيجتها أول حالة إقالة بين مدربي البطولة، مباراة اليوم تُعد بوابة عبور للأبيض، إذا كان يريد الانتقال مع الكبار، حيث المرحلة الثانية، وثقتنا كبيرة في «عيالنا»، لأنهم يملكون الأفضل فنياً وتكتيكياً، ولن أطيل في ذلك، فقط أذكّرهم بأن الجماهير بانتظار الفوز.. وفقكم الله، وتأكدوا أننا معكم، والجميع يساندكم.
أقول إن اللعبة في آسيا، جاءت بعد أن حملت بريطانيا كرة القدم إلى القارة بواسطة بحارتها وجنودها ورجال الإنجليز، فانتشرت عبر قناة السويس شرقاً، حتى وصلت إلى اليابان، لتعود إليها من جديد، وتعتبر الهند أولى الدول الآسيوية التي زاولت كرة القدم، لكنها وضعتها في مرتبة منخفضة، بعد ارتفاع مستوى الكريكيت والهوكي فيها، وبروز نجمها على الصعيدين الدولي والأولمبي.
وأصبحت الكريكيت والهوكي لها الشعبية الأولى في الهند وباكستان، وفي القرن العشرين، تأسس الاتحاد التايلاندي، على سبيل المثال، 1916، والياباني 1921، وتبعه الإيراني 1922، ثم الفلسطيني 1928، ويعتبر أول اتحاد عربي آسيوي لكرة القدم يتم تأسيسه، وكان ذلك قبل نهاية الانتداب البريطاني لفلسطين، إذن الهند تاريخها طويل وحافل، لا بد أن نَحْذر «أحفاد غاندي».
فقد وصلت الكرة إلى دولنا تاريخياً عن طريق البحر، سواء من بواخر الأسطول الإنجليزي أو سفنه التجارية، أو عن طريق بعض العائدين من أبناء الخليج من الأسفار، خاصة من الهند، التي عرفت الكرة، فهي المرجع الرئيس، وبالأخص أبناء المنطقة العائدين من رحلات الغوص والتجارة، وبعد ذلك انتشرت فيها عن طريق الاحتلال البريطاني.. وقد انتشرت كرة القدم عن طريق القواعد البحرية الإنجليزية في هذه المنطقة.
ولكن الكرة لم تأخذ الطابع النظامي إلا مع بداية الستينيات، وإن كان هناك مؤشرات تؤكد من بعض القدامى، أننا عرفنا الكرة بتجربة جديدة، وكرة القدم على وجه الخصوص، فمنذ فترة الأربعينيات، تطور الأمر بعض الشيء، حيث تعود بعض الروايات إلى أن الكرة دخلت في بلادنا.
وتوصّلت عبر بحوث ولقاءات ميدانية، إلى أن أول من أحضر كرة القدم، هو محمد عبد الرزاق البستكي، رحمه الله عام 1928، وتعود قصته قبل أن تتحرك السفينة من بومباي إلى دبي، من أحد متاجر السوق بالهند، فأحضر «البستكي» هذه الكرات إلى البلاد، لأنه كان متشوقاً لمعرفة اللعبة التي كانت تسمى «فوت بول»!!
والله من وراء القصد.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن البيان